تزامناً مع الاحتفال بمئويتها الأولى، وُضعت «بوليوود» أخيراً على لائحة المتهمين بالتشجيع على الاغتصاب وإهانة المرأة في الهند. بصراحة فائقة، غرّد الممثل الهندي شاروخ خان (1975) في 29 كانون الأول (ديسمبر) الماضي قائلاً: «أنا آسف لأنّني جزء من هذا المجتمع وهذه الحضارة. أنا آسف لأنّني رجل. أعدكن بالدفاع عن أصواتكن»، وذلك بعدما كتب أنّ «مجتمعنا يصوّر الاغتصاب على أنّه جنس». مواقف نجم «بوليوود» الافتراضية جاءت بعد ساعات على الصدمة العالمية التي أحدثتها وفاة صبية هندية إثر تعرضها لعملية اغتصاب جماعي في نيودلهي، ودفعت الكثير من زملائه إلى «نقد الذات»، رغم أنّهم نادراً ما يعلنون مواقفهم السياسية والاجتماعية.
أحدث بطل فيلم «اسمي خان» (2010) هزّة إيجابية دفعت المخرج فارهان أختار إلى كتابة مقال في مجلة India Today، أكد فيه أنّه «كصانع أفلام، يجب أن أنظر إلى إذا ما كان عملي يسهم في الترويج لعقلية كهذه»، متابعاً: «يجب أن أقول إنّ الجواب، للأسف، نعم!». رغم أنّ الكثير من أيقونات السينما الهندية لديهم أسباب كافية للاحتفال هذا العام، لكّنهم وجدوا أنفسهم أمام معضلة جوهرية. مع ازدياد معدلات الإساءة إلى النساء في الهند وتسجيل أعداد هائلة من حالات الاغتصاب سنوياً، توجّهت الأنظار نحو «بوليوود» التي تُعَدّ في نظر البعض «مزيجاً من الذكورية، والصور النمطية الجندرية، تصوّر المرأة كأداة للمتعة الجنسية». وطرح السؤال الأهم: «هل تؤدي السينما الهندية دورها في تظهير حقيقة المرأة في البلاد، أم أنّها ببساطة تعيد ترسيخ ثقافة تعج بكراهية النساء؟».
بالنسبة إلى الكاتبة أورفاشي بوتاليا التي أسهبت في الحديث عن هذا الموضوع، فإنّه في الأفلام الهندية «إذا أصر شخص على مطاردة امرأة، سيحصل على ما يريد في النهاية، ولو أنّ المرأة رفضته»، وفق ما ذكرت الـ«تايمز» البريطانية أخيراً. وقالت الحقوقية المدافعة عن حقوق المرأة بينكي أناند للصحيفة إنّ ««بوليوود» تؤدي دوراً محورياً في المجتمع الهندي. كل ما تظهره الأفلام هو مثال يتبعه الجمهور». مشاهد الاغتصاب السينمائية ليست طارئة على الشاشة الهندية الكبيرة، بل تعود إلى السبعينيات، وقد أدى الكثير من النجوم عبر التاريخ أدوار مغتصبين مثل شاختي كابور، وميرا جاواب وغيرهما. علماً بأنّ المجتمع الهندي صُنّف العام الماضي أحد أكثر مجتمعات «دول مجموعة العشرين» (G20) محافظةً. في ظل هذه الموجة، اتخذ الممثل راهول بوز من تويتر وسيلة للقول إنّه «رغم الإساءات المتكررة والمزمنة للمرأة، إلّا أن أفلامنا بدأت تصوّر الجانب الآخر من نسائنا»، مضيفاً: «هي تصوّر الفتيات الهنديات المتعلمات، الطامحات، المنفتحات...». انطلاقاً من اعتقاد بعض النقاد الهنود بأنّ «بوليوود» هي «حالة دائمة من التغيّر»، يعوّل كثيرون على المواقف الجديدة والرائدة لنجومها لتغيير مضمون الأفلام، والعمل على إرساء قناعات جديدة تنصف النساء وتحدّ من التعرّض لهن. فهل ينجحون قريباً؟