بعدما أعلن مراراً أنّه سيعمل على مكافحة العنصرية ضد الأقليات، وخصوصاً المسلمين، ها هي فضيحة بكل المقاييس تناقض ما يعلنه الرئيس الفرنسي الاشتراكي فرنسوا هولاند. في الثامن من آذار (مارس) الماضي، حطّ الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في زيارة رسمية لباريس «للنقاش في عملية السلام في الشرق الأوسط». وانطلاقاً من بلجيكا، توجّه بيريز إلى العاصمة الفرنسية عبر الـ«غار دو نور» (محطة الشمال) التي تعتبر أكبر محطات السكك في أوروبا ووجهة للسفريات الدولية، والأكثر اكتظاظاً بالمسافرين. حتى الآن، يبدو الأمر طبيعياً. إلا أنّ صحيفة «دايلي تليغراف» البريطانية كشفت منذ أيام أنّ كلّ التدابير والإجراءات قد اتُّخذت للحؤول دون وجود عمّال مسلمين في الدوام خلال ذلك اليوم! وفجّر الاتحاد العمالي الفرنسي «سود راي» أخيراً قنبلة حين رفع شكوى رسمية، متّهماً «شركة السكك الحديدية الوطنية» الفرنسية بأنّها قامت بعملية «انتقاء للعمّال» في ذلك اليوم، مستبعدةً «العمّال العرب والسود خلال زيارة شيمون بيريز باريس بغية تجنب مقابلة المسلمين»! فضيحة عنصرية بكل المقاييس تتلاءم مع زيارة رئيس كيان مبني على العنصرية وسياسة التطهير، لكنّها تتناقض مع القوانين الفرنسية التي تحظّر التمييز على أساس الدين
والعرق!
وقال اتحاد Sud-Rail في بيان إنّه جرى استبعاد العمّال في شركة «ايتريميا» التابعة لـ«شركة السكك الحديدية الوطنية» عن قصد عن لائحة مناوبة عندما اختار ناظر محطة «غار دو نور» عمالاً إضافيين قبل وصول بيريز إلى المحطة الشهر الماضي. وقال الاتحاد في بيان إنّ عمالاً سوداً وعرباً آخرين طلب منهم الابتعاد عن الرصيف حيث كان بيريز سيصل ضمن جولة أوروبية. وتابع البيان: «ذهب مدير الموقع مع طاقمه لإصدار توجيهاته بشأن إبعاد السود والعرب؛ لأنه لم يكن يراد للمسلمين استقبال رئيس دولة اسرائيل». وبدأ مجلس شركة «ايتريميا» تحقيقاً داخلياً في الاتهامات لتحديد ما إذا كانت تعليمات للتمييز قد صدرت فعلاً ومن يقف وراءها. من جهتها، نفت «شركة السكك الحديدية الوطنية» تلقي أي أوامر من الفريق المرافق لبيريز أو السفارة الإسرائيلية أو وزارة الداخلية الفرنسية للتمييز بين العمّال، ونفت أيضاً إصدار أي تعليمات لشركة «ايتريميا» للقيام بذلك.