لا يمكن أن تطلّ لطيفة التونسية على محبّيها من دون أن تُدلي برأيها السياسي، فهي لا تُعرف بأغانيها فحسب، بل أيضاً بمواقفها التي تُعلنها بكل جرأة أيّ عكس غالبية زملائها الذين يتجنّبون الكلام في الممنوع! لحضور الفنانة التونسية وقع خاص على أيّ مسرح، فكيف إذا كانت ستعتلي «مسرح المدينة»؟ علاقتها مميّزة مع المستمع اللبناني، وقد حفظ الناس غيباً أغنياتها مع الفنان زياد الرحباني في ألبوم «معلومات أكيده» (2007). الليلة، تقف الفنانة التونسية على خشبة «مسرح المدينة» لتقدّم السهرة السنوية لدعم جمعية «مسرح المدينة للثقافة والفنون»، وتُحيي الحفلة بقيادة المايسترو إيلي العليا. حضّرت لطيفة برنامجاً جميلاً لهذا المساء، حيث ستُعيد محبّيها إلى أرشيفها الغنّي بالكلمات المليئة بالرومانسية والحبّ، وكذلك الخيانة. لن تحرم متابعيها من أيّ عمل لها، وسيكون ختام الأمسية بكوكتيل وطنيّ تغنّي فيه لتونس ولبنان ومصر. عند سؤال لطيفة عن تلك الخاتمة الوطنية، تقول «في الأيام السوداء التي نعيشها حالياً، تعتبر الأغاني الوطنية حاجة ضرورية. بيروت قلب العروبة، والعروبة محتاجة لكي ينبض قلبها مجدداً. نحن نكافح هذا الكابوس في العالم، وسنظلّ نقاوم حتى آخر لحظة في حياتنا». تتحدّث لطيفة تارة في السياسة وطوراً في الفنّ، لكن صوتها يعلو عند الكلام عن الوضع في العالم العربي: «يجب أن يقاوم كل منّا على طريقته وبالسلاح، فالمؤامرة كبيرة على الوطن ككل». لكن لماذا تغيب الفنانة عن المهرجانات في لبنان؟ تجيب: «لأن بعض الشركات تحتكر الفنانين، وأنا طوال مسيرتي لم يحتكرني أحد، وأنا من الفنانين القلة الذين أنتجوا أعمالهم على حسابهم الخاص. لكن في الصيف المقبل، سأقوم بجولة فنية على بعض المهرجانات هنا برفقة إيلي العليا». من جانبها، تشدّد مديرة «مسرح المدينة» الممثلة المسرحية القديرة نضال الأشقر على أنّ الفنّ هو «ضدّ الإحباط، ويعطي أملاً بأنّ الغد أفضل. كان ولا يزال «مسرح المدينة» مساحة للحرية في كل مجالات الفنون ويجب أن يبقى كذلك». في الختام، سهرة جميلة في انتظار محبّي «مسرح المدينة»، حيث سيستمعون إلى أغنيات «معلومات مش أكيدة» و«بحة بحة» و«غرامك مزيّف» و«أحلى حاجة فيا»، وغيرها من الأعمال التي تسافر بنا إلى التسعينيات من القرن الماضي. لطيفة التونسية: الليلة 21:00 على خشبة «مسرح المدينة» (الحمرا) ـــ للاستعلام: 01/753010