شهرزاد وحوريّة البحر خرجتا من كتب الأساطير لتستريحا على أريكة حيناً، أو على ظهر مبسم نرجيلة أو على سطح حقيبة نسائيّة أحياناً أخرى. هنا في مشغل الفنان جاد موراني (26 عاماً)، في منطقة النيو روضة في بيروت، علب مملوءة بمباسم «أوريجينال»، لا تشبه تلك الكلاسيكيّة التي تملأ الأسواق. هذه مغطاة بقماش الساتان ومرصّعة بأحجار الستراس والكريستال، وتلك أرجوانيّة. أما الحقائب والحليّ والقبّعات فمختلفة الألوان والأحجام، يجمع بينها الذوق الرفيع. بين الرفوف وفي الأدراج، تعثر على كميّات كبيرة من الأقمشة المخملية وقطع الـ«فو بيجو» وغيرها. على الطرف الآخر، طاولة كبيرة يضع عليها الشاب اللبناني منتجاته بصورتها النهائية قبل التسويق. لم يتّكل موراني على الموهبة فقط، بل دعمها بالدراسة الأكاديمية في روسيا. هناك درس الـVisual Merchandising. إنّه «اختصاص يجمع بين الهندسة الداخلية وتصميم الغرافيكس وتصميم الأزياء»، وفق ما يقول موراني لـ«الأخبار».
ويضيف إنّ اختصاصه «يضمّ تصميم واجهات المحال التجارية»، وهو ما أتقنه خلال السنوات الماضية من خلال عمله في أكثر من مؤسسة تجارية، «قبل أن أقرر الانتقال إلى تصميم أكسسوارات مغايرة تماماً لما هو سائد في السوق». تحمل تصاميم موراني اسم ماركته الخاصة JR butterfly التي وضع بعضاً منها على صفحته الخاصة على فيسبوك، «لكنّه جزء قليل جداً، لأنني أخشى سرقة الأفكار».
بعدها، يهمّ الشاب ليحضر مجموعة من الصناديق الأنيقة التي تحوي أحدث تصاميمه، قائلاً: «نفّذت أكثر من 280 مبسماً مختلفاً لجهة الشكل والمواد المستخدمة». وعن كيفية ولادة الفكرة، يشرح موراني أنّه يعتبر المباسم جزءاً من الأكسسوار، مشيراً إلى أنه في ظل رواج موضة النرجيلة «تستهدف تصاميمي السيدات اللواتي يحرصن على الاهتمام بأناقتهن»، معتبراً أنّ المبسم قد يكون من الأكسسوارات «المكملة لإطلالتها في الجلسات والسهرات». يتحدث موراني بحماسة عن تصاميمه النسائية، قائلاً: «مثلما تشكّل القصص والطبيعة مصدر إلهام للرسام، أعتمد أنا على أساطير الجان و«ستّ الحسن» والملوك والسلاطين. أتخيّل الصولجان الذي يحمله والد حوريّة البحر في الحكايات وأنفذها عبر استخدام اللؤلؤ والجنازير، معتمداً الألوان الترابيّة ومشتقات الأرجواني». يختلف الأمر لدى الرجال، إذ يلجأ موراني إلى «تصاميم أكثر هدوءاً وأقل تعقيداً»، مشدداً على اهتمامه بالنوعية والجودة اللتين تدفعانه إلى استخدام جلود الأفاعي والتماسيح و«نمور الكارتييه». للمصمم الشاب تصوّر آخر للأريكات والوسادات. هو يتخيّلها «لوحة فنيّة ثلاثيّة الأبعاد، ومنظراً طبيعياً أو مشهداً داخل غرفة طعام»، لافتاً إلى أنّه أوشك على الانتهاء من إنجاز «أوّل أريكة بهذه المواصفات».