لينا مخّول. كثر لم يسمعوا بهذا الاسم من قبل. هي فتاة من مدينة عكا تتمتع بصوت رائع. لكن هناك مشكلة «بسيطة». قبل أسابيع، قرّرت مخّول (الصورة) المشاركة في برنامج The Voice بنسخته الإسرائيلية. وخلال تعريفها عن نفسها، قالت الفتاة ذات الـ 19 عاماً إنّ زملاءها في جامعة «تخنيون» (معهد إسرائيل للتقنية) في حيفا، حيث تدرس علوم الحياة، لا يتعاملون معها كعربية لأنّهم يعتقدون أنّها «لا تشبه العرب»!علاقة «ودّية للغاية» تجمع لينا بزملائها في البرنامج، فضلاً عن تقديرها للفنانين الإسرائيليين الذين يشكلون لجنة التحكيم.

وفي حلقة الأسبوع الماضي، غنّت مخّول بالعربية للمرة الأولى في تاريخ البرنامج الذي يعرض على القناة الثانية الإسرائيلية، وأطربت الجمهور بأغنية «بذكّر بالخريف» لفيروز التي سبق أن عبّرت عن حبّها لها في أوّل ظهور تلفزيوني لها. غضب شديد يسيطر على أي مشاهد عربي إزاء مقاطع الفيديو المنشورة عبر المواقع الإلكترونية وتظهر إطلالات مخّول المختلفة فيThe Voice الإسرائيلي. الأمر لا ينحصر بتماهي الضحية مع جلّادها والتعاطي مع المحتل ككيان طبيعي ينبغي التعايش معه، بل إن مشاركة مخّول في البرنامج تسهم في تجميل صورة الكيان العبري ونزع صفة العنصرية عنه. حين ذكر اسم فيروز، هبّ أحد أعضاء اللجنة إلى مديح «الملكة، والمطربة الرائعة».
في حديث إلى «الأخبار»، يفرّق الناشط في مجال حقوق الإنسان والعضو المؤسس في «الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» (PACBI) عمر البرغوثي بين العلاقات القسرية اليومية التي يفرضها وجود نظام الأبارتهايد الصهيوني، وتلك التي توفر «ورقة التوت للتغطية على الاحتلال في المحافل الدولية». ويضيف إنّ «التعاطي اليومي بين فلسطينيي الـ 48 واليهود _ الإسرائيليين في أماكن العمل والدراسة والمستشفيات والمؤسسات وغيرها يختلف عن قيام أحدهم بتمثيل إسرائيل أو أي من مؤسساتها المتواطئة في انتهاكاتها لحقوقنا وللقانون الدولي، في أي إطار ذي طابع دولي». وبالتالي تكون لينا مخّول _ بغض النظر عن نياتها _ مساهمة في تقويض «حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها» (BDS) ذات التأثير المتزايد في تضييق الخناق على دولة الاحتلال.
إشكالية أخطر طرحتها هذه الحادثة تتعلّق بتعاطي بعض الإعلام العربي مع مشاركة مخّول في البرنامج، إذ وصفتها مواقع إلكترونية بأنّها «الصوت العربي الذي أذهل المدربين، واستطاع كسب محبة المشاهدين العرب واليهود». وروّجت هذه المواقع لفكرة أنّها «المشتركة العربية الوحيدة في البرنامج»، إضافة إلى تخصيصها مساحة لرأي مدرّبها مغني الروك الإسرائيلي شلومي شباط (1954) الذي قال إنه «مؤمن بصوتها، وهي من ستجلب السلام». وأنت تشاهد مخّول على اليوتيوب، يتناهى إليك صوت فيروز وهي تنشد «زهرة المدائن»، فهل تسمع لينا النداء؟


lina makhoul from Lisa Goldman on Vimeo.