في بلاد «الربيع العربي»، يبدو أنّ التضييق على الحريات أصبح قاعدة وقانوناً. بعد انشغال الرأي العام التونسي بالانتهاكات التي يتعرّض لها الإعلام منذ وصول حركة «النهضة» إلى الحكم، تتزايد الشكوك في مصر حول وجود سياسة ممهنجة لتصفية ناشطين مشرفين على صفحات فايسبوكية معارضة للرئيس محمد مرسي ولجماعة «الإخوان المسلمين». أمس، نشرت صحيفة «الوطن» الإلكترونية مقالاً يحكي عن «عمليات إرهابية منظمة، تخطط لها وتنفذها جهات غير معلومة»، مؤكداً تلقي الضحية أحياناً رسالة تهديد عبر هاتفه المحمول أو بريده الإلكتروني تطلب منه إيقاف نشاطه أو إغلاق الصفحة التي يديرها. وفيما لفتت الصحيفة إلى أن بعض المهدَّدين تقدّم بمحضر أمام الشرطة مثل أحمد شندي «أدمن» صفحة «كلنا جابر جيكا»، قالت إنّ من لم يعر الأمر اهتمامه، صُفّي مباشرةً كالناشط محمد حسين قرني (23 عاماً) المعروف بـ«كريستي» المسؤول عن صفحات «إخوان كاذبون» و«Black Bloc Cairo» و«أطباء التحرير»، وقضى قبل أيّام في «يوم السحل» تزامناً مع أحداث «الاتحادية الثانية».

وفي إطار رصد هذه الحالات، نشرت صفحة «كلنا جابر جيكا» أمس خبراً منقولاً عن صفحة «جيل التغيير بالدقهلية» يفيد بأنّ المشرف عليها محمد المصري وجد أول من أمس مرمياً في القمامة وغارقاً فى دمه، مذكرةً باختطاف محمد حسانين «أدمن» «اتحاد الصفحات الثورية». وذكّرت بشهادة الصحافي عنتر عبد اللطيف عبر حسابه الخاص على الموقع الأزرق الذي أكّد أن حسانين يمتلك «مستندات تثبت تورّط خيرت الشاطر (النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين) بعمليات فساد». وإلى جانب هذه الصفحات، يشارك عدد كبير آخر في رصد الانتهاكات الرسمية أبرزها «الانتفاضة المصرية ضد الإخوان والسلفية» التي تضم أكثر من 128 ألف عضو وتحرص على نشر «التجاوزات الإخوانية» على المستويات كافة.
توّج الصحافي والمدوّن المصري المعارض للإخوان الحسيني أبو ضيف (33 عاماً) نهاية العام الماضي «فارساً» للصحافة المصرية (الأخبار 13/12/2012)، لكونه أوّل إعلامي سقط برصاص «ميليشيات» تابعة لـ«سي مرسي»، لتكر بعده سبحة الاعتداءات الإخوانية التي تبدو موجّهة اليوم نحو شباب الفايسبوك.