تردد موقع «سلاب نيوز» في نشر صورة «المخلوق الفضائي» الذي ادعى أنّه ظهر في بلدة كفررمان (جنوب لبنان) أخيراً. إنه كائن مخيف يبعث على الرعب بعينيه المستطيلتين، ويبدو أخطر من الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة: «يظهر فجأة ويختفي فجأة كأنه طيف». يا للهول! لكن كما جاء في تعليق أحد المشرفين على الموقع، فإنّ «تأكيد» مراسلة الموقع صحة الموضوع، دفعهم إلى نشر هذا «السكوب» الرهيب الذي يرفع مستوى الـ«راتينغ» بلا شك. وبالخفة نفسها، «فضح» موقع «مختار» زيف هذا الخبر بعدما جال مراسلوه في الجنوب «ليتبيّن أنّ الخبر عارٍ عن الصحّة»! لا أحد يمكنه أن يفهم ماذا خطر في بال مكتشفة الـ UFO. أي «ساحر» ألهمها أن تزج مجسمَ «كائن فضائي» في الصورة، وتجعله يرعى في سهول كفررمان! صورة المخلوق العجيب الذي اتفق على تسميته «كائناً فضائياً» لطيفة بحق، بدا فيها أقرب إلى «طفل فضائي» منه إلى مخلوق مكتمل النمو، فضلاً عن أنّه ينتعل حذاءً بنيّاً ضخماً، يشبه أحذية رعاة البقر في الغرب الأميركي. إنه مخلوق فضائي «على الموضة» ومتأثر بالـ Cow Boys، رغم أنّ «المسكين» كان عارياً في هذا البرد القارس.
ولمن يتابع موسيقى «راب ميتال» ويعرف فرقة Limp Bizkit، يمكن أن يلحظ بوضوح الشبه بين كائن «كفررمان» المندس في سهولها، وبين أيقونة الفرقة الموسيقية على غلاف أسطوانة Chocolate Starfish. لربما كان المخلوق قد هرب من جاكسونفيل في ولاية فلوريدا إلى كفررمان الحمراء، لا أحد يعلم. قد تكون «خبريات» مماثلة مثيرة لاهتمام البعض، إلا أن الأكثر إثارة هو اقتناع الجمهور بها رغم خفّتها وسذاجتها، لا بل إنّها تتحول إلى مادة سجاليّة دسمة في الواقع وفي الفضاء الافتراضي. في إطار السخرية المنقطعة النظير التي اتسمت بها التعليقات، وجد على فايسبوك اليوم مَن طرح أسئلة «جدّية» عن هويّة هذا القزم الذي قضمت أذناه، ورجحّت آراء أن يكون من «الجان»، بينما ذهب البعض أبعد من ذلك موجهين أصابع الاتهام إلى الإسرائيليين الذين قد يكونون أرسلوه في مهمة تجسسية! على فكرة، العدو أيضاً وقع في فخ «الهراء الفضائي» في تموز (يوليو) الماضي، قبل أن تسارع صحيفة «يديعوت أحرونوت» لتوضح أن «الكائن المجهول الهوية الذي ظهر على ارتفاع 80 كيلومتراً شمالي الحدود اللبنانية غير محدد» وفق ما أعلن رئيس الجمعية الفلكية الاسرائيلية «ايغال» بات ايل، ليتبيّن لاحقاً أنه صاروخ روسي.