خلال الأيّام الماضية، شهدت بولندا موجة استنكار عارمة إثر استخدام شركة Polska Telefonia Cyfrowa S.A. للاتصالات صورة الرئيس الروسي السابق فلاديمير لينين (1870 ــ 1924) في أحد إعلاناتها الثابتة (الصورة).وقد ضمّ الإعلان صورة كاريكاتورية لقائد الثورة البولشفية عام 1917، حاملاً علماً أحمر كتب عليه: «استمروا في الكلام»، كما يحدد معدلات التعرفة الجمركية بستين دقيقة لكل الشبكات. وعلى الرغم من تأكيد مخرج الإعلان أن صورة القائد الشيوعي الراحل يفترض أن تذكّر المواطنين بالاشتراكية والأسعار الرخيصة، إلا أن المنظمات العامة البولونية اعتبرتها «إهانة» لذكرى الزعيم السوفياتي وتاريخ البلاد. وفيما اقترح ممثلو بعض المنظمات المعنية بمناهضة «الدعاية غير الأخلاقية» على صانعي هذه الدعاية إلقاء محاضرات في «الإرهاب الأحمر» و«شيوعية الحرب»، رأى مدير «المركز الوطني لإحياء الذكرى» أن فيها «تبسيطاً» للجرائم الجماعية التي ارتكبت في الحقبة السوفياتية، «ما يمكن أن يؤثر سلباً على الشباب». وشدد مسؤول رسمي، رفض الكشف عن اسمه، على أن التبسيط يحمل الكثير من «عدم المسؤولية»، وأضاف إنّ لهذه الأنشطة «تأثيراً خطيراً جداً»، وخصوصاً أنّها تستهدف شباب بولندا الذين يرتبطون بـ«علاقة إيجابية» مع ذكرى صاحب شعار «الأرض والخبز والسلام». وكنتيجة أولية، عمدت شركة الاتصالات البولندية إلى سحب حملتها الإعلانية الأخيرة وتقديم اعتذار علني.
(الأخبار)