القاهرة | فيما كثرت الانتقادات لإسلام لطفي الناشط السياسي المنشق عن «الإخوان المسلمين» بسبب ذهابه إلى كنيسة «قصر الدوبارة» التابعة للطائفة الإنجيلية وتهنئة أقباط مصر في مناسبة عيد الميلاد، استغرب مؤسس حزب «التيار المصري» الهجمة، لافتاً إلى أنّ قناة «مصر 25» الناطقة بلسان الإخوان بثّت كلمة البابا تواضروس الثاني أثناء قداس العيد. ورغم تصاعد الأصوات التي تطالب المسلمين بعدم تهنئة المسيحيين في أعيادهم منذ وصول التيار الديني إلى سدة الحكم في مصر، إلا أن نشطاء وإعلاميين رصدوا في عيد الميلاد الماضي توجيه حساب «الإخوان» الناطق باللغة الإنكليزية على تويتر معايدة لأقباط العالم في مناسبة الكريسماس، بينما تحرّم مواقعهم الناطقة بالعربية ذلك على متتبعيها! لكن الوضع اختلف كثيراً في أول عيد ميلاد بعد جلوس البابا تواضروس على كرسي البابوية خلفاً للبابا شنودة الثالث. سارع مرشد الإخوان محمد بديع إلى تقديم التهنئة لأقباط مصر وكذلك فعلت معظم التيارات الإسلامية باستثناء السلفية منها التي لا تزال تتخذ موقفاً ظلامياً من مسيحيي مصر، في الوقت الذي أمسك فيه الداعية السلفي أحمد المحلاوي العصا من المنتصف، مشيراً إلى أن تهنئة المسيحيين «تجوز لو كانت النية هي هدايتهم للإسلام»! وفي ظل كل ذلك، خرج البابا تواضروس ليؤكد أن الكلام عن حرمانية تهنئة الأقباط في عيدهم يجرح المسيحيين، فيما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملات مكثفة لمناهضة تصريحات التيارات الدينية، إذ سجّل النشطاء وجود عدد كبير من الشباب المسلمين في القداديس التي تقيمها الكنائس الرئيسية في كل أنحاء المحروسة، وبعضهم ينتمون بالأخص إلى حزبي «الحرية والعدالة» و«مصر القوية» وسط حالة رفض كبيرة لتعالي تلك الأصوات المتطرفة. ورداً على غياب معظم القيادات الإخوانية عن قداس 2013، نشر ناشطون صورة للرئيس محمد مرسي ولرئيس حزب «الحرية والعدالة» سعد الكتاتني خلال حضورهما القداس العام الماضي، من دون أن يخلو الأمر من خفة الدم المصرية!