عدوى السفر الى الزمن الجميل، تصيب العديد من الفنانين الشباب اليوم، خصوصاً الموسيقيين. هذه الصحوة لا تشمل مَن يعيد عزف المقطوعات القديمة أو يعيد توزيعها فحسب، بل ألواناً موسيقية أكثر تجديداً، كالالكترو والهيب هوب. «غرام وانتقام» عرض موسيقي وفيديو مباشر، من تصميم ريّس بيك ورندا ميرزا (الصورة) سيصطحبنا الليلة في رحلة الى العصر الذهبي في الموسيقى والسينما.
في السابق، تم الترويج للموسيقى العصرية أو المستوردة على أنّها ثورة على الأغنيات القديمة التي أصبحت ممّلة ومكرّرة. وصل المستوى إلى مرحلة لم تعد فيه كلمة «انحطاط» تعبّر عن سوء الوضع في الإنتاج أو الذوق الموسيقي. والتجديد المزعوم لم يكن الا تكراراً، مع الوقت، تنفر منه الآذان أكثر فأكثر. من هنا ينطلق وائل قديح المعروف بريّس بيك الذي يقول بأنّ «هناك حنيناً الى الماضي، الى تلك الحقبة بالذات».
هو يتكلم عن حقبة الإنتاجات الموسيقية والسينمائية في عصرها الذهبي. برأيه إنّ مستوى الموسيقى والسينما العربية اليوم في هبوط مستمر، و»كمّ هائل من الإنتاج خال من المضمون. في السابق، كانت التجارة هدفاً أيضاً، لكن اليوم التجارة هي أيضاً تجارة بالذوق».

«غرام وانتقام» الذي يقدّم في «مترو المدينة»، محاولة لاستعادة هذه الحقبة بشكل جديد. يريد ريس بيك أن يطرح من خلال العمل، سؤالاً عن كيفية استعادة هذا التراث: هل يجرى نسخه وتكراره كما هو؟ أو يتم تجديده ونقله بصورة قد تسهم في جذب جمهور لا يعرف تلك الحقبة؟ «هل نستعيدها كما سمعها أهلنا أم نبثّ فيها حياة جديدة؟». بالطبع هو تخطّى السؤال المشروع الى محاولة لا تخلو من مغامرة بسبب خصوصية ومقام هذه الأعمال، خصوصاً الطربية منها. وكانت النتيجة «غرام وانتقام»، في إحالة إلى الفيلم المصري الشهير الذي لعبت بطولته أسمهان ويوسف وهبي (1944).
في هذه الأمسية، سيترك الميكروفون جانباً. عبر بثّ حيّ، سنسمع مقطوعات خاصة بإيقاع الإلكترو هيب هوب، صمّمها ريس بيك كتوزيع جديد لمجموعة كبيرة من الأغاني القديمة، لعبد الوهاب وعبد الحليم، صباح، سعاد حسني، وردة والعديد من الأسماء. ترك الفنان والرابر اللبناني الكثير من المقاطع الموسيقية كما هي، لتُعرّف أو تُذكّر بالأغنية الأصليّة، ثمّ أعدّ تركيبة تنقل الأغنية الى جوّ مختلف تماماً.
في شقّ الفيديو، تشارك رندا ميرزا عبر بثّ مشاهد من أفلام عربية قديمة تشمل إنتاجات من حقبة الثلاثينيات الى أوائل التسعينيات. أيضاً بتصميم خاص، ومونتاج تقوم به مباشرة على المسرح، تجمع بين لقطات ومشاهد ووجوه كانت يوماً نجوم شباك التذاكر والأفيشات، ومعبودة الجماهير أمثال ناديا لطفي، رشدي أباظة، شادية، وتحية كاريوكا وغيرها الكثير من الأسماء في تاريخ طويل وغزير من الإنتاج السينمائي المصري، خسر بريقه ورهجته لدى الجمهور بعد أواسط التسعينيات، ولم تنجح السينما العربية الى اليوم مع كل التسهيلات والتقنيات الجديدة والدعاية، إلى إعادة تلك الزحمة والتهافت على شباك التذاكر.

«غرام وانتقام»: 21:30 الليلة ــ «مترو المدينة» (الحمرا ـ بيروت) ـ للاستعلام: 76/309363