يعطي ربيع الزهر (الصورة) الليلة موعداً آخر لمحبّي الشيخ إمام (1918 ــ 1995). يخوض تجربة جديدة على المسرح وأمام جمهور جديد. لكن تجربته مع الشيخ إمام قديمة، منذ كان فتيّاً يحمل العود على ظهره ويمشي في شارع الحمرا.
يحضر الفنان المصري بقوّة اليوم، فالأحداث كلّها تجري في وقت واحد؛ ثورات واغتيال للثورات، وحرب في غزّة، ونهب واستيطان في القدس.

هو شيخ كل عصر وكل وثورة وكل حدث، يستعيد الشباب كلام رفيقه «عمّ نجم» (أحمد فؤاد نجم) الذي اقتربت ذكرى رحيله الأولى، وألحانه وصيحاته وضحكاته العالية حين يشرّف نيكسون بابا أو يذكر فاليري جيسكار ديستان. رغم حضور الشيخ الدائم في أكثر من تجربة لإعادة إحياء موسيقاه الملتزمة، يشعر ربيع الزهر بوجوب الغناء له. فهو من غنّى للناس وللفقراء. يشعر الزهر بمسؤولية تجاه هذا الالتزام الفني الذي اختاره إمام ودفع ثمنه سجناً واعتقالاً وقمعاً. يخاف من بعض التجارب التي تستعيد أعمال صاحب أغنية «بقرة حاحا»، وتفرّغها من مضمونها. «هناك تشويه للشيخ إمام عبر نسيان الأهداف التي غنّى من أجلها. أعماله ليست للرقص»، يقول الزهر لـ«الأخبار»، كاشفاً عن خوفه من أن يحلّ بصورة الشيخ إمام ما حلّ بصورة غيفارا. في ثقافته وذكرياته، الجلسة حول أغاني الشيخ إمام. هي جلسة استماع ومشاركة أفكار الشيخ وشعاراته. يتذكّر حين كان يعزف تلك الأغاني على العود وهو في الثامنة عشر من عمره. يحمل العود ويمشي في شارع الحمرا، حيث يلتقي بمجموعة من الرفاق اليساريين في حانة «شي أندريه»، فيعزف ويغني وهم من حوله. في بداية التسعينيات، كوّن ربيع الزهر فرقة موسيقية صغيرة مع أصدقائه. إلى جانب أغاني الشيخ، قدّم هؤلاء أعمال زياد. لكن الزهر لم يفكّر وقتها في احتراف الفن والتفرّغ للموسيقى. عام 1997، أصبح لربيع الزهر مكانه الخاص، الـ«بارومتر». كوخ اليساريين الحميم الذي كان صاحبه يأتي إليه مع عودة مرّة أو أكثر في الأسبوع. ويجلس تحت صورالرحباني والشيخ إمام وغيفارا وفلسطين ويكمل ما بدأه في «شي أندريه». يذكر الوجوه التي شاركته هذه الأمسيات، أمثال الكاتب فواز طرابلسي ومؤسس «الأخبار» الراحل جوزف سماحة والزميل إبراهيم الأمين والصحافي الراحل سمير قصير والشاعر المصري الراحل أحمد فؤاد نجم. أخيراً، شارك الزهر في الكورال في أكثر من حفلة مع زياد الرحباني. لكن لم لا يصعد إلى المسرح الآن ويؤدي الأغاني التي لطالما أحب إعادة إحيائها. في حديثه عن قراره خوض التجربة الغنائية أمام جمهور أكبر، استشهد بكلام إبراهيم الأمين الذي شبّه الأمر بـ«صحوة الخلايا النائمة». الليلة، سيرافق ربيع الزهر فرقة صغيرة مؤلفة من عماد حشيشو (عود)، وأحمد الخطيب (إيقاع) وإبراهيم عقيل (ناي)، فيما سيؤدي أغاني مثل «البحر بيضحك ليه»، و«يا اسكندرية»، و«غيفارا مات»، و«يا فلسطينية»، و«تكرم عين الشعب الزين»، إضافة إلى «قيدوا شمعة»، و«في ذكرى ميلاد العشرين» وغيرها. وربّما يضيف إلى اللائحة ما يحب أن يسمعه الحضور من روائع الشيخ إمام.

الليلة 21:00 في «مترو المدينة»
(الحمرا ــ بيروت).
للاستعلام: 76/309363