المنتصر
أخيراً، لم يبقَ غيرُهما على هذه الأرض:
صاحبي إلى يميني، والعدوّ قبالتي في الخندق.
فإذنْ /قلتُ/ لا جدوى من الرحمةِ والانتظار.
سدّدتُ بندقيتي ناحية العدوّ وأطلقتُ رصاصتي... فجاءت في قلبه.
الآن أنا المنتصر /قلت/
الآن: ما أجمل هذه الدنيا !
وإذْ كان صاحبي ينعسُ إلى جانبي، مغموراً بأنوارِ سلامِهِ ونصرِه،
لم أعرف ما حصل لي (أو ربما عرفتُ أكثر مما ينبغي):
أطلقتُ رصاصتي الأخيرة على مؤخرةِ رأسه... وصرتُ وحيداً.

.. ..
نعم ! أنا المنتصر.
لم يبقَ لي عدوٌّ ولا صاحب ـ
لا ذاك يستطيع أن يكون وارِثي، ولا هذا يستطيع أن يحلم.
«أنا المنتصر»/ صرختُ كما لو أنني أريدُ إسماعَ الموت.
منتصرٌ، وحيدٌ، ولا شريكَ لي.
كأنني الربّ ...
منتصرٌ و وحيدٌ في سماءِ نفسي.
كأنني الربّ:
وحيدٌ... و«لا أحد».
7/5/2014