على الأرض دائماً فائضٌ من الملوك والقتلةِ واللصوص والقديسين والصيارفة...على الأرض دائماً فائضٌ من الكهنة والمنجّمين وفقهاءِ العدالة ومؤرّخي الانتصارات والكوارث...
على الأرض ما يكفي من كلّ أحدٍ وكلّ شيء:
من الرصاص، والذهب، والنعاج، والسفّاحين، والجوعى، والقلاعِ، والطوفانات، وبُناةِ الجبّانات والمعابد، وربابنةِ سفنِ الإنقاذ...
لكن، وا أسفاه... وا أسفاه!

ليس على الأرض من واحدٍ ــ واحدٍ وحيد ــ
يقف على تلّةِ الخراب الشامخة ويصرخ:
يا أيها الناس!
أنتم تعيشون في رحابِ مقبرة
وجميعكم ذاهبٌ إلى الهلاك.
.. ..
فإذنْ، انتظرو!
غداً أو غداً...
أنا الخائفُ، الضعيف، عديمُ الحيلة، المطارَدُ، الأعزلُ، الحالمُ بالنجاة...
غداً أو غداً، غداً أو بعد ألفِ عام،
سأحوّلُ كلّ ما أحلمهُ وأفكر فيه إلى مذبحةٍ ومأتم،
وكلُّ ما ألمسهُ أو أنظر إليه سأجعل منه جبّانةً ونعشاً...
: أنا الطهارةُ المهلِكة .
فإذنْ، انتظِروا!
أنتم الذين تهينون كرامةَ هذه الأرض، انتظروا وخافوا:
أنا الذي لستُ ملكاً، ولا كاهناً، ولا منقذاً، ولا قدّيساً...
أنا مَن سيتطوّع لدفنكم تحت أزهار حدائقها.
.. ..
انتظروا... وخافوا !
31/3/2014