يجرّب النجم المصري حسين فهمي (1940) أخذ استراحة قصيرة أمام مقهى «ة» في منطقة الحمرا في بيروت، فيزدحم الناس من حوله، ما يجبره على العودة إلى ضجيج المقهى. يعود إلى طاولته وتدور الكاميرا من جديد لتلتقط حواره مع السيناريست السوري نجيب نصير المقيم في بيروت. أصرّ كاتب مسلسل «زمن العار» على إبقاء كأس العرق أمام الكاميرا بينما كانت يتناول غداءه، كي يكون متصالحاً مع نفسه من دون الفبركات المعهودة عن اللقاءات. نغتنم الفرصة لنتبادل أطراف الحديث مع نجم «موعد على العشاء» لنعرف سبب وجوده هنا. في حديثه مع «الأخبار»، يحكي النجم المصري عن علاقته ببيروت، فيقول: «ارتباطي مع «ست الدنيا» عاطفي. أزورها دائماً. لكن سبب وجودي هذه المرّة هو تصوير برنامج اسمه «زمن» سيعرض على قناة «الغد العربي» الإماراتية. في هذا البرنامج، أجول على عدد من الدول العربية، إذ يتوغل البرنامج في قصص شعوبنا، وأين كانت وأين وصلت، بعد هذه الخضّات الكبيرة التي عايشتها، والأهم إلى أين ستمضي. أجرّب البحث في الأسباب التي جعلتنا ننحدر إلى هذا المستوى، وقد نقترح حلولاً وآلية معيّنة للتطور».
نسأله عن ضيوفه في زيارته البيروتية، فيجيب: «نحاول لقاء الأشخاص الذين يعيشون في هذا المكان ولديهم تقاطعات مشتركة على صعيد الذاكرة. على سبيل المثال، نحن الآن في شارع «الحمرا» البيروتي. هذا الشارع هو تاريخ طويل، وهناك شخصيات مهمة عاشت فيه وجلست في مقاهيه، ليصل الحديث تلقائياً إلى المسرح اللبناني، وماذا حصل له، وكيف وصل إلى ذروة عطائه ثم خبا نجمه، وما هي الحلول ليرتقي من جديد». لكن ألا تعتقد أن التمثيل هو ملعبك، وبإمكانك أن تعكس هموم الناس من خلال الدراما أكثر، على اعتبار أن خبراتك تراكمت هناك بشكل خاص؟ يرد: «لا بد من أننا نحمل هاجس ما يحصل في الدول العربية، وفكرة تحطيم هذه المنطقة وتفتيتها إلى دويلات صغيرة. لذا لا يمكننا الانفصال عن هذا الواقع المرير والحديث عن التمثيل والدراما التلفزيونية فقط بوجود دراما مجتمعية وواقعية أقوى وأخطر مما نقدمه بأشواط عديدة. هذا ما دفعني إلى خوض التجربة، بخاصة أنها تحمل على عاتقها عبء البحث والتماس المباشر مع وجع الناس وهمومهم».
وهل هناك متعة تضاهي متعة التمثيل في ذلك؟ يجيب: «بل تتعداها لأنها تتخطى حالة المتعة في العمل فقط لتمتزج بألم الناس ومرارتهم ومشاهد واقعية لأعداد كبيرة من اللاجئين الذي تركوا بلادهم ليعيشوا في بلاد أخرى على سبيل المثال». وماذا وجدت في عمق المجتمع اللبناني من خلال لقاءاتك؟ «لبنان بلد مميز وشعبه عظيم، وارتباطي به بعمر التاريخ وأشعر بمحبة وامتنان كبيرين تجاه ما ألقاه من حفاوة هنا». أما عن المشاريع الدرامية الجديدة، فيؤكد «نجم الوسامة» المصري بأنه لن يطلّ في رمضان المقبل، وسيكتفي بتقديم برنامجه الذي يبدأ عرضه في شهر آذار (مارس) المقبل، بينما يرى أنّ هناك أملاً بأن يقدّم أعمالاً مهمة من خلال ما يعرض عليه من مشاريع، لكنها ليست لهذا العام.