أنا لستُ مغفّلاً لأذبحكم الآن (الآنَ، وأنتم جالسون أمامي على مائدةِ الصداقةِ هذه...)، ثم أُساقُ إلى منصّةِ الشنقِ... وأُشنَق.
أبداً، لستُ مغفّلاً.
لكنْ، كما يجب أنْ تعرفوا،
ثمّة حيلةٌ لا سبيلَ إلى فضْحِها، ولا إلى تَجريمها:
أتَبَسَّمُ في وجوهكم (مثلما عَوَّدتُموني) بأقصى ما أستطيعُ من البراءةِ والمكر
ثم أغمضُ عينيَّ على أسراري
وأتمنى الهلاكَ لجميعكم.
..
تماماً؛ كأنني أنتم...
26/2/2015

هي هذه:



حياتي تمشي هكذا: حيناً إلى الأمام، وأحياناً إلى الخلف.
ما كنتُ أُحبّهُ في الماضي.. كَفَفْتُ عن محبته الآن،
وما أُبغِضهُ الآن، في زمنِ الكوابيسِ هذا، ليس ما سبقَ أن أبغضتُه بالأمس.
والناسُ (الناس الذين طالما قلتُ: يا للبرَرَةِ القديسين!)
أتطلّعُ ناحيتهم الآن، أو حتّى أكتفي بتَذَكُّرِهم،
فلا أبصر غير القتلةِ، والأوغاد، وحائكي الصلواتِ والمكائد.
..
أبداً! ما سبقَ أنْ عِشتُهُ لم يكن حياتي.
حياتي هي، فقط، ما أتأهّبُ لصناعتهِ الآن بهذه الترّهاتِ المريضة
أو بهذه القنبلةِ (قنبلةِ الكلماتِ الضارية)
التي لا سبيلَ إلى اتِّقائها
ولا شفاءَ مِن سمومِ عدالتها.
تماماً: هي هذه...
26/2/2015