على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

زيارة بشّار الأسد للإمارات تفيد النظام الإماراتي أكثر مما تفيد النظام السوري. النظام الإماراتي يعاني من نقص في المنسوب العروبي في المشروعيّة السياسيّة بسبب الهروع نحو تحالف وثيق وصفيق مع العدوّ. عندما كانت الحكومة الأميركيّة تطلب من الدول العربيّة التصالح والتطبيع مع إسرائيل لم تكن تطلب هذه الدرجة العالية من التحالف. لم يكن اللوبي الإسرائيلي يحلم بهذا النوع من العلاقة. هي فاقت حتى القرب بين أنظمة الخليج وأميركا. باتت إسرائيل (للسعودية والبحرين والإمارات) البديل الأفضل من أميركا، من دون استبدال الرعاية الأميركيّة. لكنّ أنظمة الخليج ماشت نتنياهو في تفضيل الحزب الجمهوري على الحزب الديموقراطي. الحزب الديموقراطي يغفر ذلك لأنظمة الخليج بسبب الحاجة الماليّة (صفقة الطائرات لشركة طيران الرياض الجديدة أثلجت قلب الجمهوريّين والديموقراطيّين على حدّ سواء إلى درجة أن محمد بن سلمان يستطيع أن يغتال صحافيّاً سعودياً إضافيّاً). بشار الأسد يعاني من نقص في منسوب العروبة في المشروعية إذا كانت العروبة مرتبطة بالعضوية في جامعة الدول العربيّة. العزلة العربيّة التي فرضها النظام القطري (الذي لا يزال على عناده في رفض المصالحة مع النظام السوري بالرغم من علاقاته التي لا يشوبها حقد مع إسرائيل). النظام الإماراتي يريد تغطية ممانِعة لتحالفه مع إسرائيل وخصوصاً بعد تنامي القرف العربي العام من العلاقة بين إسرائيل والإمارات (كيف يمرّ وجود مطعم على اسم نتنياهو في قلب الإمارات؟). والممانعة متساهلة مع الأنظمة التي يربطها بها ودّ مقابل الأنظمة التي لا يربطها ودّ معها. لن يتغيّر الوضع في سوريا حتى ولو تحسّنت العلاقات بين أنظمة الخليج والنظام السوري. أميركا كانت تمانع أي تحسّن في العلاقة مع النظام السوري، لأن اللوبي صارم من هذه الناحية. لكن أيّ إنعاش للوضع الاقتصادي وأيّ مبادرة لإعادة الإعمار سيُواجهان برفض شديد من قبل واشنطن. ينسى البعض: أميركا تمعن في تدمير الصومال وليبيا والعراق إلى ما لا نهاية، وتريد عودة الحرب لإنهاك المجتمع السوري لإراحة إسرائيل أكثر. المصالحات تبادل في المنافع من دون أساس.

0 تعليق

التعليقات