على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أصدرت المحكمة الجنائيّة الدوليّة مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي. بهذا، يمكن إعلان الوفاة الرسميّة للمحكمة. القرار يأتي ليقضي على آمال ساورت أذهان الليبراليّة من إمكانيّة صدور قرارات بناء على إرادة جنائيّة مستقلّة في المحكمة. أميركا هي التي دعمت المحكمة من دون أن تكون في نيّتها الانضمام إليها. وقّعت في عهد كلينتون على بروتوكولها لكن مجلس الشيوخ الأميركي رفض التصديق على الانضمام وعاد وسحب التوقيع الأميركي عنها. الموقف الأميركي من المحكمة طريف: أميركا تدعم المحكمة من دون أن ترى حاجة للانضمام إليها. أي أنّ أميركا ترى أنّ المحكمة حاجة إنسانيّة، على أن تُستثنى جرائم الحرب الأميركيّة منها. لماذا؟ لأن أميركا ترى أنّ لديها من القوانين والإجراءات العسكريّة ما يتيح لها أن تحاكم نفسها بنفسها، من دون أن تخضع القوانين والممارسات الأميركيّة إلى أي سلطة تعلو على السلطة الأميركيّة. أميركا فعلت أكثر من ذلك: وقّعت اتفاقيّات مع دول العالم تُلزمها تحت طائلة العقوبات الأميركيّة بأن لا تشترك قطعاً في أي دعوى من أي طرف لمقاضاة أميركا في المحكمة. أميركا ببساطة وصفاقة تريد حماية حقّها في ارتكاب جرائم حرب. هل هناك من يشكّ بأنّ جرائم الحرب الأميركيّة في العراق وأفغانستان تفوق كل جرائم الحرب التي ارتكبها الطرفان في الحرب الأوكرانيّة؟ أميركا رمت من الصواريخ والقنابل على العراق في ليلة واحدة أكثر ما رمته روسيا في أشهر طويلة. أميركا مذنبة بكل ما تتهم هيئة الاتهام روسيا به. أميركا نقلت مساجين من أرض المعركة في أفغانستان والعراق من أجل تعذيبهم ونيل معلومات استخبارية منهم. المخابرات الأميركيّة أنشأت مواقع خاصّة من أجل الإتاحة للجلادين الأميركيّين التعامل مع مساجين خارج نطاق القانون الدولي والأميركي. أميركا خلقت صنفاً من السجن لم يعترف به القانون الدولي واسمه «مقاتلون أعداء» من أجل التعامل مع أسرى الحرب بغير ما تسمح به اتفاقات جنيف. لا، وعندما حاولت المحكمة النظر في جرائم الحرب الأميركيّة في أفغانستان، قامت أميركا بفرض عقوبات صارمة على المدّعين فيها.

0 تعليق

التعليقات