على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

كرّست مواقع حلف شمال الأطلسي هذا اليوم لتكريس فكرة أنّ رفع العقوبات عن الشعب السوري يضرّ... بالشعب السوري. كل المواقع المُمَوَّلة من حكومات الغرب (وبعضها سوري والبعض الآخر لبناني، «مستقل» و«بديل» طبعاً) أجمعت أنّ استمرار فرض العقوبات على الشعب السوري تفيد الشعب السوري وتحسّن من إمكانيّة تحرّره. المرض والجوع والعذاب هي في صالح الشعب السوري. والمعارض السوري عمر الشغري، الذي كان قد طالب حلف شمال الأطلسي بقصف سوريا وإيران وروسيا من أجل تحرير الشعبيْن السوري والأوكراني معاً، حذّرَ من مدّ الشعب السوري بالمعونات لأنّ النظام القاسي يستعمل الضمادات والأدوية والخبز في عمليّات تعذيب (هل يعني ذلك أنّ النظام قد يستعمل أرغفة الخبز في ضرب المساجين؟ أم أنّ الضمادات تصلح في تشويه أجساد الضحايا في السجون؟) يخشى النظام الأميركي المُهيمِن من أي تغيير في طبيعة التعاطي الغربي والعربي مع الشعب السوري، فيفرض مقاطعة تامّة له ويمنع إعادة بناء المنازل والمستشفيات والمدارس. هذه جرائم حرب تحت مُسمَّى العقوبات. والمفارقة الكبرى أنّ النخبة الإعلاميّة الليبراليّة، ولو كانت مُجمعة على حبّ كلّ الأنظمة العربيّة وكراهية النظام السوري والإيراني ـــ فقط ـــ يُفترض بها نظريّاً أن تعادي مبدأ العقوبات التي أمعنت في الشعب العربي والإسلامي قتلاً وتعذيباً منذ التسعينيّات على الأقل (بدأت ضد ليبيا في الثمانينيّات). قدّمت كلٌّ من قطر والإمارات والكويت مئة مليون دولار للولايات المتحدة تعويضاً عن إعصار كاترينا عام 2005. حتى الفقيرة جيبوتي قدّمت مساعدة. الآن الشعب السوري يعاني من زلزال الحرب والعقوبات الغربيّة والزلزال الأخير، والمساعدة ممنوعة عنه بأمر من اللوبي الإسرائيلي في واشنطن. كل السياسات الأميركيّة في بلادنا تنطلق من اللوبي الإسرائيلي ثم تصل إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجيّة. اللوبي نجح في قتل المستعربين في أجهزة الحكومة المختلفة، وكل ديبلوماسي يحلم بقضاء «زمالة أبحاث» جزيلة بعد التقاعد في أجهزة اللوبي. مساعدة وزير الخارجيّة لشؤون الشرق الأدنى خرّيجة من خرّيجات اللوبي الإسرائيلي. الخبرة والكفاءة لم تعودا تنفعان بل تضرّان. السفيرة الجديدة في لبنان درست الفرنسيّة والبرتغاليّة. ترغلوا معها.

0 تعليق

التعليقات