على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الزلزال المُدَمِّر فضحَ الكثير عن وحشيّة حكومات الغرب وتوابعها في الخليج. الحكومة اللبنانيّة تجاهلت وجود أضرار وضحايا في سوريا وهبّت لنجدة تركيا فقط. لم نكن نعرف أنّ الحسّ الإنساني لنجيب ميقاتي مرهف لهذه الدرجة، نحو الشعب التركي. حتى سليمان فرنجيّة لم يذكر سوريا في تغريدته بل اكتفى بذكر «الدول والشعوب» لأنّ شعب البلجيك والسعودية، طبعاً، تضرّر من زلزال تركيا. يخافون من التعاطف مع الضحايا بحسب المكان. الحكومة الأميركيّة عزّت الشعب السوري لكنّها عنت فقط هؤلاء الذين يعيشون تحت حكم القاعدة في إدلب. الشعب السوري خارج نطاق القاعدة في سوريا يستحقّ العقاب الوحشي. هؤلاء يستحقّون الموت وأميركا تفعل المستحيل للتسبّب في موتهم. العقوبات الغربيّة، على أنواعها، هي جرائم حرب. وليس هناك في لبنان أو في خارجه، من يجرؤ على الدعوة لمخالفة العقوبات الأميركيّة. الكلّ خائف لكنّ أصحاب الثروات يخافون أكثر. إلياس بو صعب زار واشنطن ولمس تحسّساً إنسانيّاً من الحكومة التي تمنع الغاز عن لبنان في عزّ أزمة طاقة لم يشهدها في تاريخه. أميركا تحرّكت فقط لنجدة لبنان ـــ لأسابيع فقط ـــ عندما أصابها الهلع من مبادرة حزب الله لطلب المحروقات الإيرانيّة. خافت أن يكسب الحزب رصيداً، وعندما لجأت إلى أبواقها لتسخيف وشيطنة... المساعدات، عادت وفرضت عقوباتها واعترفت بأنّها كذبت عندما زعمت أنها ستسمح بالغاز من مصر. العقوبات في العصر الإلكتروني هي حرب وحشيّة ظالمة تقتل الناس. أميركا قتلت الشعب الكوبي بالعقوبات فقط كي تُسقط النظام الذي بقي عصيّاً على المؤامرات الأميركيّة الخبيثة. المصارف اللبنانيّة الفاسدة اجتمعت واجترحت مصطلح «الامتثال» كي تترجم رضوخها لأوامر وزارة الخزانة الأميركيّة في عقاب أيّ من تعتبره إسرائيل مزعجاً لها. (من لاحظ أنّ الدينار العراقي توقّف عن الانهيار بعد اجتماع عاجل بين حاكم المصرف المركزي ومسؤول في وزارة الخزانة الأميركيّة؟) لا أريد أن أعطي ذرائعَ وحججاً لفاسدي لبنان، خصوصاً في 8 آذار، عبر التنديد بالمؤامرة الأميركيّة والعقوبات. المعاناة اللبنانيّة فظيعة على أيدي زعماء لبنان، لكنّ العقوبات الأميركيّة تزيد المعاناة معاناة.

0 تعليق

التعليقات