على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

مات روميو لحّود في زمن لم يعد هناك مَن يذكر فيه أعماله. برزَ لحّود مبكراً في الستينيّات (وفي مهرجان بعلبك في انطلاقة أولى) بعدما كان قد تخصّص في هندسة المسارح والديكور في فرنسا. عادَ إلى لبنان وأسّسَ مسرحاً غنائيّاً خاصّاً به وميّز نفسه عن تجربة الأخوين رحباني. لم تحمل مسرحيّات لحّود النفحة الوطنيّة المرّة المذاق التي حملتها مسرحيّات الرحباني، خصوصاً في تلك الحقبة التي كان فيها الأخوان واقعيْن تحت تأثير سعيد عقل. مسرح لحّود كان أخفّ وطأة وأقلّ تبجّحاً بالبطولات اللبنانيّة. لحّن الكثير من الأغاني لصباح وغيرها، ولم يكن يمانع إبراز أكثر من موهبة: حتى هدى حدّاد لم تلقَ ما تستحقّ من تقدير واهتمام في مسرح الرحباني. جوزيف عازار وسمير يزبك وعصام رجّي انطلقوا من مسرحيّات لحّود (وكان جوزيف عازار قد بدأ مع الأخوين رحباني، مثله مثل ملحم بركات). بعض أجمل ألحان صباح كان من تلحين لحّود (مثل أغنية «يا مسافر وقّف عالدرب» و«لمّا عطريق العيْن»). هناك مَن اتهم لحّود بأنّ بعض ألحانه كان من صنع عصام رجّي ومطر محمّد (ولا تزال أغنية «أخذوا الريح» لصباح تُنسب خطأ إلى روميو بينما هي لعازف البزق البارع مطر محمّد). بعد ارتباط مسرحيّاته بصباح، التزم لحّود بسلوى القطريب وقدّم لها لوناً جديداً خاصاً بها. وهذه من مهارات لحّود: كان يعرف كيف يعطي كل مطرب ألحاناً تناسبه. خلافاً للأخوين رحباني، تعاونَ لحود مع كثيرين في مسرحيّاته: من ناديا تويني إلى وليد غلميّة ويونس الابن وموريس عوّاد. مسرحيّاته في الستينيّات (أُولاها كانت «الشلال») كانت ذات مسحة كئيبة ورومانسيّة. مسرحه في الموسم الصيفي كان غير مسرحه الشتوي في المارتينيز الذي حمل طابع النقد الاجتماعي. النقد السياسي كان خفيفاً من النوع الذي لا يمنع حضور كل الزعماء السياسيين مسرحياته. أخرج في عام 1973 فيلماً سينمائياً من بطولة ناهد يسري وحسين فهمي، لكنّه فشل فنياً وتجاريّاً. لم يتدخّل في السياسة لكنّه لم يمل أبداً إلى حزب الكتائب وصحبه.

0 تعليق

التعليقات