على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

مشهد إذلال الصحافيّين الإسرائيليّين في الدوحة مشهد للأجيال. هو يدحض كل الفرضيّات التي رافقت توقيع اتفاقيّات إبراهيم. توماس فريدمان وغيره كالوا المدائح على جاريد كوشنر لأنه عرف كيف يتجاهل القضيّة الفلسطينيّة ويصل إلى سلام «مع العرب». الصحافة الصهيونيّة في الغرب كانت تستعمل كلمة «عرب» وهي تعني بها الطغاة في الخليج. محمد بن سلمان أخبر الصحافيّين الأميركيّين (في جلسة سرَّب منها مراسل «وول ستريت جورنال») أن الشعب السعودي لا يمانع التطبيع وأنّ آراءه في مناصرة فلسطين لم تعد كما كانت. مشهد السعوديّين والعرب في الدوحة أثبت أنّ الطغاة ـــ بالرغم من إنفاقهم بالمليارات لتغيير أهواء الجماهير ــــ ثابتون في القضيّة المركزيّة (عبارة القضيّة المركزيّة تزعج كتّاب الليبراليّة الذين لا قضيّة لهم إلا مواقف الأمير أو الشيخ، مهما تغيّرت أو تبدّلت. هؤلاء مثل أعضاء الكتلة الجنبلاطيّة الذين يهرعون كي يتكيّفوا مع مواقف الزعيم). حتى الحكومة القطريّة التي شرّعت التطبيع الرياضي ــ والتطبيع تطبيع، رياضيّاً كان أم سياسيّاً ــ شعرت بالحرج على الأرجح لأنها لم تكن تريد سياسة في المونديال، مثل آل سعود في الحج. الصحافة الإسرائيليّة أجزلت في الحديث عن المهانة التي تعرّض لها إعلاميّو العدوّ. مراسل «يديعوت أحرنوت» استفاض في البكاء والشكوى، واعترف بزعمهم أنّهم من الإكوادور. تحدّث عن كراهية في عيون اللبنانيّين، حتماً ليس هؤلاء من جماعة حب الحياة وإسرائيل في ربوعنا. أنظمة الطغيان لا تتجاهل الرأي العام بالكامل. هي تحتاج إلى معرفة الأهواء، ومحمد بن سلمان اعترف في الحديث أعلاه أنّ الحكومة تجري لغاياتها استطلاعات خاصّة بها. لكنّ «مؤسسة واشنطن» كانت قد أجرت استطلاعاً في السعوديّة أثبت معارضة شعب المملكة للتطبيع. لن يغيّر الطغاة النظر في التطبيع، خصوصاً أنّه أقرب الطرق إلى قلب الكونغرس الأميركي بحزبَيْه. لكن يمكن للشعب العربي تدفيع ثمن التطبيع بأشكال مختلفة منها إحراج المطبّعين من خلال تظهير الفارق بين أهواء الناس وأهواء الطاغية. لم يعد محمد بن زايد واثقاً كما كان قبل المونديال. لو كان بين الحضور، كان قد نال نصيبه.

0 تعليق

التعليقات