على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أنا أبو نظريّة المؤامرة (وأمّها)، لكن لم أعد أستسيغ استعمال حجّة المؤامرة الخارجيّة لتبرئة ساحة زعماء الفساد في لبنان. حزب الله بات يزيدها في تعويله على تفسير المؤامرة الخارجيّة إلى درجة أنّه بات يبرّئ ساحة المصرفيّين. الحزب على قناعة بأنّ أموال الناس موجودة (ومحفوظة) في الخارج وأنّ قراراً أميركيّاً فقط هو الذي يمنع عودتها سالمةً إلى لبنان. «مشوار الطريق، يعني». الأموال زالت، طبعاً، وأي حديث عن عودة الأموال هو إما تعبير عن عدم فهم الأزمة أو هو قرار لإيهام الناس لتسكينهم. صحيح، هناك مؤامرة أميركيّة ــ خليجيّة ــ إسرائيليّة خبيثة بادية للعيان. هي تُعلن عن نفسها سافرةً، في كل مناسبة: في التذكير بعقوبات قيصر وفي التذكير بعقوبات إيران وفي التذكير بعقوبات ضد «إرهابيّي» لبنان وفلسطين. وكلام بربارة ليف الأخير في «مركز ولسون» كان اعترافاً أكيداً باستخدام أميركا للمعاناة اللبنانيّة لتحقيق مكاسب سياسيّة. نتكلّم عن عقوبات أميركيّة على قطع غيار لطائرات مدنيّة إيرانيّة ما تسبّب في سقوط طائرات مدنيّة ومقتل مدنيّين. نتكلّم عن عقوبات أميركيّة جوّعت الناس في كوبا والسودان (قبل أن يتسلّم الحكم فيه طغمة عسكريّة موساديّة). بربارة ليف ناقشت بهدوء، وفي جو مراكز الأبحاث الرائق في العاصمة، النتائج الباهرة للجوع والعذاب في لبنان. يمكن التذكير بالمؤامرة الخارجيّة لكن بالتوازي مع التدليل على المؤامرة الداخليّة، خصوصاً أنّ زعماء المؤامرة الداخليّة (من 8 و14 آذار) ليسوا إلّا أدوات في يد المؤامرة الخارجيّة ــــ وهذا الترابط قد يفسّر الذي جرى في مفاوضات الحدود البحريّة. المؤامرة الداخليّة أشدّ وأدهى من الخارجيّة لأنّ عناصرها زعماء ومصرفيّون ورجال دين وكتاب محليّون، لكن بحسابات خارجيّة. أميركا وإسرائيل لن تدعانا نرتاح: نتنياهو في مذكّراته التي صدرت حديثاً (وسأعود إليها في العقد المقبل حالما أنتهي من مراجعة مذكّرات صائب سلام) كان صريحاً بأنّه طلب من الإدارة الأميركيّة إسقاط النظام الإيراني. سياسة أميركا هي: إسقاط النظام المعادي، وإذا لم يتيسّر ذلك، فالعمل يجري لتدمير المجتمع والدولة وشرذمة الشعب على أسس قبليّة وطائفيّة وإثنيّة. هل نرتاح؟

0 تعليق

التعليقات