على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

السعوديّة لا تتدخّل في شؤون لبنان لكنّها تفرض استقالة وزير من الحكومة لأنّه اعترض على حربها الوحشية في اليمن. السعوديّة لا تتدخّل في شؤون لبنان لكنّها تصف أكبر حزب لبناني (أو عربي) بـ «الإرهابي» لأنّه يزعج إسرائيل. السعوديّة لا تتدخّل في شؤون لبنان لكنّها تموّل في الماضي والحاضر كتّاباً وإعلاميّين وفنانين وفنانات وأحزاب وسياسيّين وطبعاً «القوات اللبنانية» ــــ ربيبة إسرائيل. السعوديّة لا تتدخّل في شؤون لبنان لكنّها تتحالف مع إسرائيل في سياساتها في لبنان (والمنطقة). السعوديّة لا تتدخّل في شؤون لبنان لكنّ سفيرها يجول للبحث في مسألة رئاسة الجمهوريّة ومواصفات الرئيس. السعوديّة لا تتدخّل في شؤون لبنان لكنّها تمنح كل رئيس حكومة جديد (إلا إذا كان مغضوباً عليه) مبلغ 20 مليون دولار. السعوديّة لا تتدخّل في شؤون لبنان لكنّها تستدعي نوّاب السنة للبحث في الأوضاع السياسيّة. السعوديّة لا تتدخّل في شؤون لبنان لكنّ سفيرها يردّ بتغريدات سوقيّة على خطابات قائد أكبر حزب لبناني لأنّه ــــ أي الحزب ــــ عدوّ لإسرائيل. السعوديّة لا تتدخّل في شؤون لبنان لكنّها تلوم لبنان على إدمان الكثير من شباب السعودية على المخدّرات. السعوديّة لا تتدخّل في شؤون لبنان لكنّها تقرّر مَن الشيعي الصالح والطالح (كل شيعي لا يعارض إسرائيل ولا يرفض وجودها بالمطلق هو الشيعي الصالح). السعوديّة لا تتدخّل في شؤون لبنان لكنّها تعاقبه لأنّ هناك مقاومة ضدّ إسرائيل فيه. السعوديّة لا تتدخّل في شؤون لبنان لكنّ إعلامها مليء بالإهانات لرئيس الجمهوريّة ولكل سياسي لبناني لا تعتبره مطيعاً (وميشال عون لم يجرؤ على قول كلمة نقد ضد النظام السعودي رغم ما يصله من شتائم في الإعلام السعودي المكتوب والمسموع والمُشاهَد). السعوديّة لا تتدخّل في شؤون لبنان لكنّها تريد أن يعود لبنان كما كان في عهد رفيق الحريري، تابعاً منصاعاً للمشيئة السعودية وكان ذلك عندما كان رفيق الحريري يهدّد بإغلاق محطات إذا ما بثّت برامج ضدّ النظام (كان ذلك قبل أن يبتاع النظام الإماراتي وأميركا عقيدة صاحب محطة «الجديد» شديد المبدئيّة). السعودية لا تتدخّل لكن موتوا جوعاً.

0 تعليق

التعليقات