على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

كتب غياث اليافي على تويتر (ما معناه): ليس من انقسامات حقيقيّة في العالم العربي غير الانقسام بين المعادين لإسرائيل والمتحالفين معها. كل ما عدا ذلك من انقسامات ليس إلا فروعاً أو تقسيمات على الانشطار الأساس. ومن جرّاء ذلك، هناك فريقان سياسيّان في العالم العربي: الحلف الخليجي الذي يضمّ إسرائيل والحلف المضاد له الذي يضمّ قوى دينيّة وبعض الأطراف العلمانية اليسارية (يساريّة بجدّ وليس على طريقة اليسار المُموّل من عائلة الحريري أو اليسار المتحالف مع حزب الكتائب والمُنسّق معه في شؤون «الثورة») والقوميّة ( القوميّة بحقّ وليس على طريقة الناصريّين المتحالفين مع حزب الكتائب لتنسيق شؤون «الثورة» المظفرة). لكنّ الفريق العلماني المقاوِم أو الممانع لا يمكن له أن يوافق الفريق الديني على مفاهيم الفضيلة والتزمّت الاجتماعي وإن كان لا يقلّ تأييداً عنه في مقاومة العدو ــــ وإن كان لا يملك القاعدة الشعبيّة للمساهمة على الأرض. والفريق الديني مصاب بثقة مطلقة بالنفس وبنزعة التفوّق الأخلاقي، تماماً كما كنّا نحن اليسار في فترة صعود اليسار. لكنّ الكلام عن الحجاب في إيران يحتاج إلى تكرار ما يمكن أن يكون لازمة: كما أنّه من حقنا أو واجبنا دعم المرأة المحجّبة في الغرب حيث تسود إيديولوجيا العداء الإسلاموفوبي في الدول والمجتمعات هناك، فمن حقنا أيضاً ومن واجبنا دعم المرأة في إيران أو في أي دولة مسلمة إذا هي تمرّدت على فرض الحجاب عليها. وموقف المرء أو الدولة من إسرائيل لا يعني أنّه على المرء مناصرة الدولة أو المرء في كل المواقف. تستطيع أن تؤيّد سياسات دعم المقاومة وأن تندّد بسياسات قمع البهائيّين أو فرض زيّ معين على أساس نظريّة أنّ شعر المرأة هو عورة (والنظريّة دينيّة عند البعض). يمكن للفريقَيْن في صفّ المقاومة الاتفاق على المقاومة والافتراق في القضايا الثقافية والأخلاقية والنسويّة. إنّ إصرار المتزمّتين الدينيّين في فريق المقاومة على معاداة كلّ من يختلف معها في مواضيع أخرى، يضمن القوقعة الطائفيّة لها ــــ وهذا هو صلب المشروع الخليجي ــ الغربي ــ الإسرائيلي.

0 تعليق

التعليقات