على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الغرب هو بالفعل كتلة متراصّة. إذا كنا نحن في الهمِّ شرق فإنّ الغرب في الحربِ والعدوان والصهيونيّة غرب. بعد صدور «الاستشراق» لإدوار سعيد، هبَّ كلّ فريق الليبراليّة واليسار في العالم العربي ضدّ الكتاب ومقولاته. صادق جلال العظم اعترض كيف أنّ سعيد شملَ الغرب ـــ كل الغرب ـــ بنقده. العظم ذكَّر العرب بأنّ الغرب ليس كتلة متراصّة وأنّ هناك غرباً متنوّراً وإنسانيّاً وأنّ هناك في الغرب قوى متعاطفة معنا، وأنّ الغرب ليس كلّه حرب فيتنام. هذه المقولة تذكّر بمقولة مماثلة (صدرت عن العظم وغيره) حول أن هناك ضرورة للحوار «مع القوى الديموقراطيّة» في إسرائيل. عاشَ إدوار سعيد في الغرب معظم حياته، لكن بعض اليساريّين والليبراليّين المقيمين في العالم العربي وعظوه بضرورة فهم الغرب وتجنّب النظرة الظالمة نحوه. لكنّ الحرب الروسيّة ضدّ أوكرانيا والحرب الغربيّة الشاملة ضدّ روسيا والصين وكلّ حلفائهما غيّرتا ـــ أو يجب أن تغيّرا ـــ من نظرتنا إلى الغرب. كل الكلام عن غرب متنوّع أو أنّ هناك قوى إنسانيّة ورحيمة في الغرب هو هراء. السويد وفنلندا وسويسرا التحقت بجرّارة الحرب الأميركيّة الجارية ضدّ روسيا. التنافس بين كلّ ـــ كلّ ـــ دول الغرب جارٍ على قدم وساق والكلّ يريد أن يثبت أنّه أكثر سخاء من غيره في دعم آلة الحرب الأوكرانيّة. لم يدرك بوتين أنّ أوكرانيا ليست إلا أداة بيد معسكر غربي شامل وعريض لا مجال للاعتراض فيه أبداً. هناك فرقة من أربعة أعضاء في الكونغرس الأميركي توصف بمجموعة اليسار (وتضمّ نائبة من أصل فلسطيني). هؤلاء لم يختلفوا أبداً عن اليمين الأميركي في نصرة العدوان الأميركي. قوى اليسار في الغرب، بما فيه قوى الخضر والاشتراكية، هي قوى عدوان وعنصريّة. لا نظلم الغرب إذا قلنا إنّه واحد في صهيونيّته وعنصريّته وعدوانيّته. هو يقول ذلك عن نفسه. هذه فرصة لرسم صورة عربيّة مغايرة عن الغرب. في كل المسائل المعاصرة: من فلسطين حتى العراق وأفغانستان والعداء للإسلام. الغرب لا فروقات فيه في القضايا الأساسيّة ولا من يسار ولا يمين.

0 تعليق

التعليقات