على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الحرب ليست حرباً روسيّة ضد أوكرانيا. هي بدأت كحرب روسيّة ضد أوكرانيا لكن بعد ساعات من بدء الهجوم الروسي ــــ أو قبله نظراً إلى اختراق المخابرات الأميركيّة للخطة الروسية للاجتياح ــــ قرّرت أميركا وحلف الناتو أنّها بمثابة تكرار للحرب الأميركيّة في أفغانستان ضد الاتحاد السوفياتي. وأميركا لا تزال تتعامل مع روسيا على أنّها قوة منافسة عظمى. تدرك كم أنّ أميركا والناتو سخّروا وجنّدوا كل مصادرهم وعناصر قوّتهم عندما تلاحظ أن موقعَي «درج» و«ميغا» صدحا في الحرب ببروباغندا حلف شمال الأطلسي مثل البيانات العسكريّة الأميركيّة. لم تدرك روسيا، على الأرجح، حجم العداء الأميركي لأي صعود روسي (أو صيني) عسكري أو سياسي. أميركا لا تقبل بروسيا والصين إلا في مواقع الطاعة والانصياع، والاستراتيجيّة الأميركيّة للأمن القومي الرسميّة (وهي معلنة ومنشورة في كل إدارة أميركيّة) لا تخفي نيّاتها العدوانيّة نحو البلديْن. ظنّ بوتين أنّه يستطيع أن يصفّي أموره مع جاره على طريقة الدول مع جيرانها ومن دون تدخّل خارجي. لكنّ أميركا دخلت الحرب مباشرة وكان واضحاً ــــ من حجم المبالغ المرصودة لدعم المجهود الحربي الأوكراني ــــ أنّ هذه حرب باردة كلاسيكيّة وأنّ أميركا تتعامل مع الخطر الصيني ــ الروسي على أنّه عودة لزمن الاتحاد السوفياتي والصين الشيوعيّة. وأوروبا ــــ حتى في دولها الإسكندنافية والحياديّة ــــ أسفرت عن وجه إمبريالي قبيح وتبيّن أنّ كلّ تلك الدول ليست إلا أدوات في يد أميركا. الحياد الأوروبي شعار كاذب مثل شعار الحياد من بكركي (وللحيادَيْن راعٍ واحد). ليس من حدود للإنفاق الأميركي العسكري لإلحاق الهزيمة بالروس وليس من نقاش في الإنفاق. اليسار الظريف في الكونغرس الأميركي صمتَ، لا بل اعتنق شعارات الإمبريالية. هذه حدود اليساريّة من قبل الإمبريالية خصوصاً من داخل الكونغرس. النائبة الفلسطينيّة في ميشيغان ليست مختلفة عن النائبة الصهيونيّة من ولاية نيويورك. الكل مطيع وإلا فأنت تخرج من حلقة النقاش المقبول. لم يدرك بوتين أنّ أميركا ليست في وارد التعايش مع قوّة متوسّطة الحجم في أوروبا. إمّا السيادة المطلقة للمتغطرس الأميركي أو الحرب العظمى.

0 تعليق

التعليقات