على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لم أنم منذ سماع الخبر. الملكة أليصابات ماتت. ملكة بريطانيا العظمى التي لها أيادٍ بيضاء على بلادنا في الاستعمار ووعد بلفور ماتت. الملكة التي كانت رمز البلاد الغربية البيضاء ماتت. لبنان أعلن الحداد ونكّس الأعلام لمدة ثلاثة أيام. ثلاثة أيام فقط؟ ماتت أليصابات في عزّ شبابها وريعانه. ماتت التي كانت لا تقبل أن يمرّ عربي عادي في لندن إلا وتحتسي الشاي معه. ماتت الملكة التي كانت لصيقة بالجماهير وتعيش بينهم. ماتت الملكة التي أثبتت أنّ الزواج من داخل العائلة المالكة لا يصيب الأبناء بضرر. لبنان لم يكن إنسانياً في التعامل مع الوفاة. أقلّ من حداد لمدة سنة لا أقبل. على لبنان تقديم الاعتذار للشعب البريطاني عن الإهانة الفظيعة التي صدرت منه. إما الحداد لعام أو لا حداد مقبولاً. الملكة أليصابات هي التي قالت عن لبنان إنّه قطعة سماء وقشطة، وهي التي قالت أيضاً إن نيّال من له مرقد عنزة فيه. الملكة أليصابات كان يجب أن تعيش إلى المئة، لكنّنا نخسر من نحب قبل أن نكون متحضّرين للغياب. كيف نتحضّر لغياب أليصابات. أليصابات تركتنا في بحر هائج. لكن الملك الجديد يعرف عالمنا حق المعرفة، كيف لا وهو الذي يحب ويتعلّق بكل طاغية ملكي في العالم العربي. هو الذي يعتبر أنّ العرب (في السلالات المالكة فقط) حلفاء طبيعيّون للعائلة المالكة في بريطانيا. على ميشال عون أن يلقي خطبة يقول فيها تعابير جديدة من نوع: أليصابات حيّة فينا وأنّ رسالتها خالدة، خالدة. أليصابات فقيدة العالم العربي لأنها تستقبل الملوك والشيوخ العرب وتعرض جيادها عليهم. لا يمكن التعبير عمّا يجول في أنفس العرب من خلال مقالة قصيرة. يكفي أن نقول إنّ أسماء شوارعنا يجب أن تخلّد كل ملوك وحكام الغرب المستعمر. يجب أن ندفن الصفحة ونصفح عن بلفور وعن الاستعمار لأن أليصابات ماتت. ما يمكن أن نفعله اليوم هو أن نقول إنّنا نعاهد تشارلز بإكمال المسيرة حتى النهاية في خدمة الغرب. عاش العرق الغربي.

0 تعليق

التعليقات