على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الاحتفال بالنصر ممنوع علينا. الاحتفال بالهزيمة طقس واجب مفروض علينا منذ عام 1967. كتّاب النقد الذاتي بعد الهزيمة اخترقوا الثقافة العربيّة بتعيير وذمّ العنصر العربي من أساسه وتيئيس المواطن. تخيّلوا ماذا كان فعل ستالين لو أنّ الهزيمة التي لحقت بروسيا بعد اجتياحها من الجيش النازي صاحبها عويل وندب من جماعة النقد الروسي الذاتي بعد الهزيمة الأوليّة. مرّت ذكرى كمين أنصاريّة قبل أيام فقط: يوم سقط تحت نيران المقاومة عناصر في وحدة كوماندوس النخبة البحريّة لجيش العدوّ. لم يتذكّر تلك المناسبة إلا مناصرون للحزب فقط. الباقون لا يكترثون. الذكرى لا تعنيهم. نصر الوطن ضد العدوّ التاريخي مزعج لهم. هؤلاء ــــ حسب الضخّ الخليجي المعتاد ــــ يريدون تلمّظ طعم الهزيمة وإنكار النصر على مذاق العرب. النصر يناقض متطلّبات المعركة الصهيونيّة ضد الحسّ الفلسطيني العربي. قوّة من المتطوّعين في جنوب لبنان كمنت لوحدة كوماندوس إسرائيليّة وقضت على أكثرية من فيها، بناءً على خطة منظّمة. أين ريمون إده الذي كان ــــ وعن حق ــــ يسخر من الاستعراضات العرفاتيّة للمقاومة الفلسطينيّة ويطالب بزرّ سترة عسكريّة إسرائيليّة لإثبات جدوى تلك المقاومة من جنوب لبنان؟ أين ريمون إده ليجول في متحف مليتا؟ راجعوا صحافة السعوديّة والإمارات وصحافة التمويل «المستقل» (أي الحكومي الغربي): هناك تذكير بهزيمة 1967 بصورة يوميّة، من دون مبالغة. دوماً العودة إلى عام 1967 لأنّها أفادت الحرب النفسيّة الإسرائيليّة. نصر تمّوز ضد إسرائيل أكبر بعشرات المرّات من «نصر» حرب أكتوبر، لكنّ ذكراه لا تمرّ في الإعلام العربي. فهي مزعجة للسرديّة الصهيونيّة العربيّة. لا، فريق 14 آذار اللبناني لا يزال يصرّ على أنّه «ليس على قلب إسرائيل من شر» وأنّ النصر كان من نصيبها لو أنها قصفت أكثر، مع أنّ أميركا تعترف بأنّه سُمح لها بارتكاب ما تريد من الجرائم من دون شروط أو ضوابط. هذا يعطي للنصر طعماً ألذّ بكثير. لكم الهزيمة والخنوع، ولغيركم رايات النصر والشموخ.

0 تعليق

التعليقات