على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أعدمت حماس جاسوسيْن إسرائيليّيْن في غزّة. الصحافة الغربية أبرزت الخبر. الدموع هطلت والحناجر انطلقت. الغرب لا يتعاطف مع الفلسطيني إلا إذا كان جاسوساً أو عميلاً أو ضحيّة لفلسطيني آخر. غير ذلك، يجد الغرب صعوبة بالغة في التعاطف مع الفلسطينيّين والعرب إجمالاً. في زمن الثورة الجزائريّة العملاقة، كان الغرب يتعاطف مع العملاء الذين أُعدموا من قبل الثوّار (تخيّل أنّ هناك من يستعمل كلمة ثورة في لبنان ــــ تخيّل أنّنا لا نخجل من استعمال هذه الكلمة في الوقت الذي كانت هناك فيه ثورة جزائريّة). العملاء هم أحباب الغرب لأنّهم منهم وفيهم. عامر الفاخوري مجرم حرب بكل المقاييس لكن أعضاء (ليبراليّين ومحافظين) في الغرب تبنّوا قضيّته وهدّدوا بفرض عقوبات على لبنان لو لم يُفرج عنه (نحتاج إلى كتاب ـــ سيصدر بعد عقود ـــ يقصّ فيه فضيحة ضلوع زعماء في 8 و14 آذار في تهريب العميل الفاخوري من لبنان). والزعيم الأوكراني ــــ وله من خفّة الدم والظُّرف وحلو المعشر ما لدى أشرف ريفي من خفة الدم والظُّرف وحلو المعشر ــــ شنّ حملة لـ «تطهير» الأمّة الأوكرانيّة من العملاء. جال عملاء البوليس السرّي الأوكراني (الديموقراطي لأنّ كل من ينضوي في خيمة الناتو يتّسم بالديموقراطيّة خصوصاً بن لادن والمجاهدين عندما كانوا في المعسكر الأميركي في أفغانستان) بين الناس يبحثون في الهواتف الذكيّة والويل للذي وُجد في هاتفه كلمة تشكيك بالموقف الأوكراني أو نقل من وسيلة إعلام روسيّة. والغرب اعتبر أنّ التطهير الأوكراني ضد «العملاء» (الحقيقيّين أو المزعومين) هو من ضمن الحرص على الأمن القومي الأوكراني. عبر العقود، كنتُ أتابع كيف أنّ كلّ عميل إسرائيلي أو أميركي متّهم يصبح حكماً بطلاً في إعلام الغرب. وعملاء إسرائيل بيننا ليسوا ناقلي أخبار ودسّ لكنّهم إرهابيّون بكل معنى الكلمة. هؤلاء يمدّون العدوّ بمواقع لقصفها (كان حزب الكتائب عبر السنوات يقوم بهذه المهمّة في لبنان ــــ أليس فظيعاً أنّ هذا الحزب لا يزال مشروعاً ومعترفاً به في لبنان وهناك تنظيم ناصري وآخر شيوعي ينسّق مع هذا الحزب في شؤون الثورة؟).

0 تعليق

التعليقات