على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

وضّاح صادق يعلّمنا الكرامة والعزّة! ظهر صادق ضمن برنامج إذاعي وأفتى بأنّ أهل الجنوب تنقصهم الكرامة. صادق تربّى في إعلام رفيق الحريري وابنه، وبناءً على ذلك يرى في نفسه كفاءة مميّزة كي يفتي في كرامات الناس. وهو كان من الفريق الذي ألهمه ديفيد شينكر (هل يعلم الشعب اللبناني أنّ شينكر يُعدّ هنا على يمين نتنياهو؟ على الأرجح يعلمون ذلك في لبنان والفريق الموالي لإسرائيل يسرّه أن يكون صديقهم الغربي على يمين نتنياهو لأنّ الصهيونيّة الخليجيّة السائدة هي على يمين الليكود، ومحمد بن زايد ومحمد بن سلمان يسعيان بطرقهما لعودة نتنياهو إلى الحكم في إسرائيل). لكن كيف يمكن لمن هو في حاشية عائلة الحريري أن يوزّع تصنيف العزّة والكرامة على من حرّر جنوب لبنان بساعديه، فيما عجزت عن ذلك كل الجيوش العربيّة؟ تخيّل لو أنّ الذين تسكّعوا في المقاهي في باريس أثناء الحكم النازي عادوا بعد التحرير ووعظوا المقاومة الفرنسيّة عن الحريّة والعزّة والكرامة؟ لكنّ المشكلة في لبنان تتحمّل مسؤوليّتها المقاومة نفسها. لاعتبارات طائفيّة، قصّرت المقاومة في فرض تصنيف الناس بين مقاوم ومتخاذل ومتساقط وخائن ــــ لا، للتخوين ــــ لأنّ فكرة أنّ «الجميع قاوم» (والفكرة نبتت في جريدة «النهار» ــــ جريدة 17 أيّار وجريدة معاداة كل أشكال مقاومة إسرائيل في لبنان. حتى قبل تحرير عام 2000، كان جبران تويني يجاهر بمعاداة مقاومة إسرائيل) سادت كي تطمس تاريخاً مشيناً لأكثر من نصف لبنان. تصنيف الناس وتوزيع السلطة السياسيّة أمرٌ كان يجب أن يكون بناءً على درجة المساهمة أو عدم المساهمة في تحرير البلد من عدوان واحتلال يبدآن ولا ينتهيان منذ تأسيس الكيان الصهيوني. الخطأ الثاني ارتكبه نبيه برّي في إطلاق صفة «حكومة المقاومة الديبلوماسية» على حكومة السنيورة التي كان معظم أعضائها في صف إسرائيل في حرب تمّوز. لكنّ المقاومة تنوء تحت عبء طائفيّة العقيدة، وتختار استحسان التحالف الطائفي، وتبني عليه من شبكاتها أسراً يقيّد من حركتها.

0 تعليق

التعليقات