على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

إسرائيل قلقة من هذا التدفّق للمساعدات الغربيّة على أوكرانيا. هذا سبب إضافي لخوف إسرائيل من أيّ حرب مقبلة، ضد إيران أو ضد حزب الله (أي ضد لبنان ــــ إسرائيل تشنّ حروبها على المدنيّين). الدول الغربية تلقي بسلاحها الثقيل في أتون الحرب الأوكرانيّة. الحكومة الأميركيّة أوقفت شحن الصواريخ المتطوّرة «همارز» وذلك لأنّ المخزون الأميركي بات ينفد وهذا يؤثّر على الجهوزيّة العسكريّة. وفرنسا في وضع مشابه إذ شحنت مدفعية قيصر، ما شكّل خطراً مماثلاً على جهوزيّة القوّات الفرنسيّة لأنّ إنتاج المدفعيّة بطيء. ما نراه من إقدام وحماس في الإغداق على أوكرانيا بالمدفعيّة لم يسبق له مثيل، ولا حتى من قبل الغرب في التعاطي مع إسرائيل بعد الحرب العالميّة الثانيّة. إسرائيل لا يمكن أن تكون مرتاحة لما يجري في أوروبا وحول الصين. العالم الغربي بات منشغلاً بما هو أهم بكثير من إسرائيل. إسرائيل استفادت عندما كانت تصوِّر نفسها كالحمل الوديع المستضعف في غابة من الذئاب. أسطورة ضعف إسرائيل تبخّرت وصورة إسرائيل الليبراليّة الظريفة تبخّرت هي الأخرى بعدما باتت تظهر على حقيقتها: دولة عنصريّة مرتبطة بمشروع يميني قديم وعريق. أميركا قدّمت لأوكرانيا في أشهر ما تناله إسرائيل في عشر سنوات. هنا مكمن القلق الحقيقي. ليس من مُبرّر بعد لدعم إسرائيل بحجم الدعم الذي ستناله أوكرانيا وتايوان. عدوَّا أوكرانيا وتايوان هما خصمان يهدّدان السيطرة الأميركيّة العالميّة. لا يمكن أن تكون هناك فكرة أنّ أعداء إسرائيل: (ولو إيران ولو حزب الله) يشكلون خطراً على الهيمنة الأميركيّة العالميّة. كان أعداء إسرائيل في زمن غابر جزءاً من منظومة المعسكر الاشتراكي. الآن، إسرائيل متحالفة مع أدوات أميركا من طغاة العرب. لو شنّت إسرائيل حرباً اليوم ستكون بحاجة إلى جسر جوّي غير متوافر: هناك موازنة بين حاجات أوكرانيا وتايوان وحاجة إسرائيل الأقل الأهميّة. وفود الكونغرس في كييف وتايوان مؤشّر إلى ما سيكون عليه الاهتمام الأميركي في السنوات المقبلة، وبرضى الحزبَيْن. ليس أمام إسرائيل إلا التهويل والتخويف ورفع الصوت فيما نعلم اليوم أنّها تخشى أن يسقط الجليل من يدها.

0 تعليق

التعليقات