على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الاتفاق النوويّ في طور الإتمام. حضر زميل لي ندوة مغلقة في «مؤسّسة هوفر» في جامعة ستانفورد. وفي جلسات مغلقة أدارها مسؤولون سابقون في الإدارات الأميركيّة، بمن فيهم كونداليسا رايس وإيتش. أر. ماكماستر (مستشار برهة لشؤون الأمن القومي لدونالد ترامب)، جزم الأخير أنّ الاتفاق حصل وأنّ الإعلان مسألة وقت. من الواضح أنّ الطرفيْن يحضّران جمهورهما للإعلان. والاتفاق سيكون قريباً جداً من الاتفاق الأخير الذي أبطلته أميركا من جهة واحدة فقط. لن تحصل إيران على اتفاق غير قابل للإبطال لسبب بسيط: هذا النوع من الاتفاقات يحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ، وهذا غير متوفّر. وإدارة بايدن تتحضّر لانتخابات ستكون فيها خاسرة على الأرجح، وربما سيخسر الحزب الديموقراطي مجلسَي الشيوخ والنوّاب بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والحيرة التي وسمت أداء الإدارة في التعاطي مع وباء كورونا. سيحاول بايدن أن يقنع الجمهور أنّه تشدّد في التوصّل إلى الاتفاقيّة (وهذا يفسّر التأخير الأميركي المتعمّد)، كما أنّه سيحاول أن يؤجّل زمن إعلان تحويل مليارات من الأموال الإيرانية التي سطت عليها أميركا في السنوات الماضية. الطرفان يحتاجان إلى الاتفاقيّة: أميركا تريدها لأنّها ليست في وارد الدخول في حرب لعيون إسرائيل، وإيران تحتاج إلى موارد ماليّة ورفع العقوبات القاسية والظالمة. سألتُ خبيراً نفطيّاً عن أخبار الزيادة الكبيرة في أرباح «أرامكو»، فقال لي: تفعل إيران بمليار دولار أكثر مما تفعل السعوديّة بمليارات من الدولارات (لكنه أضاف أنّ الإنفاق الإيراني يشوبه فساد أيضاً). الاتفاقيّة ستحسّن العلاقة بين إيران ودول الخليج لأنّ الخيار الإسرائيلي أثبت بطلانه: إسرائيل تخاف من حرب كبيرة وتخاف من حلفاء إيران في حرب محدودة، كما أنّها لم تعد في موقع يسمح لها بتحديد الحروب. قرارات الحرب والسلم لم تعد في يد العدوّ بصورة كاملة كما كانت منذ 1948. طبعاً، اليمين الإسرائيلي واليمين اللبناني (يضمّ قوى التغيير) سيندبان حظّهما وسينتحبان كثيراً وسيطلبان تدخّل الأسطول السادس. لكن لا حيلة في أيديهما. يمكن للمعترضين حضور جلسة من جلسات دكاكين فارس سعيد المعنيّة بإزالة الاحتلال الإيراني عن لبنان.

0 تعليق

التعليقات