على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

تفرّقَ أنصار المقاومة وتبعثروا. معظم أصدقاء المقاومة الذين تلقّوا تمويلاً منها عبر السنوات، مثل وليد جنبلاط الذي يحرص الحزب على إرضائه على مرّ الأيام مع أنّه ألدّ عدوٍّ للمقاومة منذ إنشائها ــــ منذ أن استقبل شمعون بيريز في المختارة عندما كان الصبية في عين الحلوة يقاومون جيش الاحتلال الإسرائيلي ــــ هجروها. هل بقي من المجاهرين بحق وممارسة المقاومة من بين حلفاء الحزب غير «أمل» و«القومي» و«حركة الشعب»، (أما «التيّار الوطني» فهو يوم معها ويوم لا يكنّ عقيدة عداء ضد إسرائيل، ويوم لديه مؤيّد للمقاومة وآخر يزايد على صهيونيّة بشير الجميّل على المواقع)؟ لكنّ هناك أفراداً مع المقاومة مهما دارت الأيّام. هناك أفراد علمانيّون غير دينيّين، كثيرون منهم من خلفيّة يسارية أو قوميّة، وهؤلاء لا يقبضون لا من المقاومة ولا من أعدائها ويختلفون مع الحزب في عقيدته الدينيّة وهم غير معجبين بأنظمة البعث أو بالنظام الإيراني من حيث طبيعة النظام. وهؤلاء من دعاة الاحتفال والابتهاج العلماني وحتى المجون، لكن مقاومة إسرائيل تعني لهم الأولويّة في السياسة، وفي الحياة لأنّه لا ينغّص على الحياة العربيّة الحرّة أكثر من إسرائيل. وهؤلاء لا يهتفون لطاعِن سلمان رشدي ولا يحبّون سلمان رشدي ولا يحبّون الفتوى ضدّه. هؤلاء مع المقاومة حتى عندما تكون المقاومة ضدّ نفسها من خلال أصوات جمهور لها على المواقع. هؤلاء لن يحيدوا، لكن هم لن يقعوا أسرى الترهيب من بعض أنصار المقاومة. المقاومة مشروع عريض للأمّة بمفهومها غير الديني. لكن ماذا تفعل إذا كان هناك في صف المقاومة من يصرّ على عزل المقاومة في طائفة، أو في فرقة في طائفة، تماماً كما تريد أميركا وإسرائيل؟ بعض أنصار المقاومة من اليساريّين (غير التائبين وغير المُنتفعين) لا يريدون النيابة أو الوزارة أو المخترة ولا يريدون المرور على خط عسكري ولا يريدون الإطلالات التلفزيونيّة. هؤلاء مؤمنون بالمقاومة عن مبدأ ولن يحيدوا، ولو لم يردهم أنصار المقاومة في صفّهم. يصطفلوا.

0 تعليق

التعليقات