على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

دكاكين مجتمع مدني على مدّ النظر. التمويل الغربي الذي كان يصبّ في خانة أحزاب رجعيّة يمينيّة أو طائفيّة دينيّة أو شخصيّات مستزلمة للحكومة الأميركيّة، بات يصبّ في دكاكين المجتمع المدني. الوُجهة باتت واضحة. يكفي أن تنظر إلى تغطية مواقع الإعلام «المستقلّ» (الحكومة الأميركيّة هي التي أطلقت صفة «المستقل» على كل إعلام يتلقّى تمويلاً حكوميّاً غربيّاً أو حتى خليجياً، فتصبح مواقع «ميغا ناتو» و«مدن الملح» و«درج» كلّها مواقع مستقلّة) للحرب في أوكرانيا أو الضجّة حول تايوان. «ميغا ناتو» ندّدت بالتصعيد الصيني فيما طائرات وأساطيل أميركا تحاصر الصين من كل حدب وصوب. وأخيراً، استقالت مديرة منظمة العفو الدوليّة في أوكرانيا لأن المنظمة أصدرت تقريراً انتقدت فيه تكتيكات الحرب الأوكرانيّة وتعريض المدنيّين للخطر عبر وضع قواعد عسكريّة في أماكن سكنيّة مكتظّة بما فيها المدارس والمستشفيات. وكان ذلك معروضاً في التغطية غير الغربيّة من قبل. قامت القيامة لأن جرائم الحرب لا تُرتكب إلا من قبل أعداء أميركا وإسرائيل فقط. هذه المنظمات المشوّهة والمُتاجرة بحقوق الإنسان تغلّف دوماً تقاريرها بأسباب تخفيفيّة وتسويغات وأعذار لإسرائيل، من نوع: قد يكون هناك ما يمكن وصفه بجرائم حرب. مسؤولة المنظمة في أوكرانيا رفضت التقرير لأنه قد يمدّ السرديّة الروسية بالعون، أي أنّها تعترف أنّ الكذب ضروري من أجل صدّ السرديّة الروسيّة عن الحرب. الرئيس الأوكراني الذي يتصرّف كـ«قبضاي حي» أكثر ما يتصرّف كرجل دولة كما تصفه وسائل إعلام الغرب، اتهم منظمة العفو بـ «العفو عن الدولة (الروسيّة) الإرهابيّة وتحوير المسؤوليّة من المعتدي إلى الضحيّة». إعلام الغرب وافق على الفور طبعاً والتقرير طُمسَ على الفور. «نيويورك تايمز» أفتت بجواز استعمال مستشفيات ومدارس إذا لم تكن تستعمل لغايات مدنيّة. هل يمكن أن تصدر الصحيفة الأميركيّة وخبراء حربها هكذا فتوى عن حركات مقاومة عربيّة تقاتل إسرائيل؟ أصبح القتال من المدارس والمستشفيات مسموحاً في حالة أوكرانيا؟ والقيادة العسكريّة الأوكرانية اعترفت بجرائم الحرب عندما سوّغت قتالها بين السكّان بسبب القصف الروسي. لهم معايير حرب لعرقهم ويخترعون معايير خاصّة بشعوبنا.

0 تعليق

التعليقات