على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

يعتب البعض في مواقع التواصل على المواقف الحادّة لريما الرحباني. وكصاحب مواقف حادّة أتعاطف معها خصوصاً أنّ قضيّتها محقّة بصرف النظر عن طريقة التعبير ـــ ولكلٍّ منا طريقة تعبير. القصّة لم تبدأ مع أولاد منصور الرحباني بل مع منصور نفسه في زمانه. بدأ بوسائل المضايقة الماليّة لفيروز في الثمانينيّات والتسعينيّات وسخّر من أجل ذلك فريقاً طويلاً عريضاً من أهل الفن والإعلام. والغريب أنّ منصور لا يتورّع عن القيام بالدور مع أنّه يعلم الخديعة المبنيّة في صيغة «الأخوين رحباني». أنا متابع لفيروز منذ طفولتي وكان واضحاً عندي أنّ عاصي الرحباني هو المسؤول الفذّ عن إرث «الأخوين رحباني». والذي يعود إلى صحافة الستينيّات والسبعينيّات يجد أنّ عاصي (ومنصور على مضض) كان يعترف بأنّ هذه الأغنية لعاصي وتلك لمنصور (والبدائع كانت دوماً لعاصي). الخدعة عن خلق «الأخوين» لم تكن قد سادت بعد لأنّ عاصي كان حيّاً ونشيطاً آنذاك. انتظر منصور حتى وفاة عاصي من أجل نشر كذبة خلق الإبداع من قبل «الأخوين» ومع طمس دور كلّ منهما على حدة. والسؤال الأبرز هو: إذا كان الأخوان مسؤوليْن بدرجة متساوية عن الخلق الفنّي، فلماذا لا نستطيع ذكر أغنية واحدة ناجحة لفيروز (بعد مرض عاصي) من تلحين منصور غير «بحبك يا لبنان»، وهي من أقبح الأغاني اللبنانيّة وانتشرت فقط بسبب صوت فيروز العظيم وكلمات الأغنية المشبّعة بالابتذال الوطني (أنا أستمع لأسطوانة لفيروز لو غنّت فيها دليل الهاتف)؟ منصور وأولاده تحدّثوا (أوف ذا ريكورد) عن فيروز لأهل الصحافة بطريقة غير لائقة ــــ لنقلْ. عرفتُ عن ذلك من الباحث الأميركي كريس ستون. ذُهل كريس. أنا مرّة قصدتُ أنسي الحاج وسألته عن منسوب المسؤوليّة في الألحان بين عاصي ومنصور فأشاح بيده قائلاً: كان عاصي يصرخ من مكتبه: تعا يا منصور لحّنلي هذه الأغنية. لم يكن هناك أي شك في مكتب بدارو في أنّ عاصي هو المسؤول. كلّ الأغاني التي نردّدها هي من تلحين عاصي (أو فيلمون أو عبد الوهاب أو حتى حنكش).

0 تعليق

التعليقات