على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الإيمان بالله في أزمة في أميركا. عدد المؤمنين به (أو بها) في تناقص للمرّة الأولى منذ عقود. كان عدد المؤمنين بالله يفوق الـ90%، ولكن في استطلاع أخير لشركة «غالوب»، انخفضت النسبة إلى 81%. طبعاً. هذه نسبة كبيرة مقارنة بدول في آسيا أو في أوروبا، حيث تكون نسبة الإيمان بالله أقلّ من ذلك بكثير. هناك بعض الاستطلاعات التي تُشير إلى انخفاض في نسبة الإيمان في الدول العربيّة، لكن هذه تحتاج إلى دراسة مستفيضة لأنّ هناك موانع ومحاذير في الأجوبة الصريحة عن الموضوع، خصوصاً عندما يكون الاستطلاع وجهاً لوجه وبحضور مندوب حكومي يرصد ما يقوله الناس. ونسب تدنّي نسبة الإيمان منتشرة في آسيا الوسطى، وهناك إشارات في استطلاعات لا يمكن الركون إليها إلى تدنّي نسب الإيمان في السعوديّة بصورة خاصّة. في لبنان، نسبة الإلحاد كما أخبرني كمال فغالي هي نحو 5%، وهي النسبة التي كانت سائدة لعقود هنا. والتناقص في نسب الإيمان هو بسبب ابتعاد الشباب عن الدين والتديّن هنا. وأميركا من أكثر البلدان تديّناً (مع الهند والبرازيل وباكستان). والقس بيلي غراهام (يميني رجعي ويتمتّع بثقل دمٍ لم أرَ مثيلاً له من قبل، وابنه، خلفه فرانكلن، كان خطيباً في حفلة قسم اليمين لجورج دبليو بوش، مع أنّ له أقوالاً مُحقِّرة للمسلمين ولنبيّ الإسلام). وأذكر ما لفتني عند قدومي إلى أميركا أنّ بعض البلدات هنا لديها ما يُسمّى محالّ «الأدوات الدينيّة»، وهي تبيع لوازم التديّن والورَع. والبلاد تدّعي الحياد نحو الأديان (حسب التعديل الأوّل للدستور)، لكنّها منحازة بصورة فاضحة إلى المسيحيّة واليهوديّة (إلى المسيحيّة أكثر، خصوصاً أنّ الكثير من المسيحيّين ها هنا يكنّون كراهية للأديان الأخرى بما فيها اليهوديّة). والإيمان بالله أو عدم الإيمان لا يقرّر الموقف من السياسة. عندنا في بلادنا ملاحدة ليبراليّون لا يذمّون من الأديان إلا الإسلام: هؤلاء رضعوا الإلحاد من كريستوفر هيتشنز أو الشنيع سام هارس. بعض هؤلاء يستورد الإلحاد مشبّعاً بالصهيونيّة. لكنّ الإيمان الإسلامي أو المسيحي يمكن أن يكون صهيونيّاً أيضاً كما نرى في العالم العربي.

0 تعليق

التعليقات