على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

مسخرة كتلة التغييريّين تستمرّ. قدّموا لنا أمثولة في الدفاع عن حقوق وسيادة لبنان لكن من دون مقاومة عسكريّة. ليس هناك من اسم تستحقّه هذه الكتلة أكثر من «كتلة شارل حلو». هذه كتلة تحنّ إلى زمن ما قبل الحرب ونظريّات «قوّة لبنان في ضعفه» و«العين لا تقاوم المخرز» و«إسرائيل فينا نتفاهم معها بالحق». الكتلة باتت مصدر تسلية لنا جميعاً، مع أنّ التسلية تنعدم عندما ترى أمام ناظريك نوّاباً أسوأ من نوّاب المجالس الماضية. عقدت مؤتمراً صحافياً طالبت فيه بتقديم شكوى ورسالة احتجاج وفتح تحقيق برلماني في… حقوق لبنان. وزبدة فلسفة «كتلة شارل حلو» أنّ الأمم المتحدة تُحقّ الحقّ وتردع إسرائيل وتعاقبها. تفهم أن يقوم شارل حلو (الذي ــ نعلم اليوم من وثائق أميركيّة أُفرجِ عنها ــ كان يتواصل مباشرة سرّاً مع إسرائيل للتنسيق في الحرب ضد المقاومة الفلسطينيّة في لبنان) بالترويج لنظريّة أنّ علاقات لبنان الديبلوماسيّة كفيلة بردع وزجر إسرائيل. لكنّنا اليوم في عام 2022 وقد مرّت في ذاكرتنا حروب واجتياحات وتكتيف أيدٍ من قبل الأمم المتحدة حتى عندما كانت أقلّ ارتهاناً لأميركا وإسرائيل في زمن الحرب الباردة. هاكم (هاكنّ) ما قاله ملحم خلف، قائد «كتلة شارل حلو»، بعد لقائهم بميشال عون: «نحن لا نطالب إلا بحقّنا وحجّتنا هي القانون. ومن له حجج أخرى معاكسة فليواجهها بقوّة القانون وليس بأي قوّة أخرى». هذا نائب لبنان يُطمئن العدوّ بأنّه، بالنيابة عن «فرقة شارل حلو» للتهريج، يتخلّى في المفاوضات عن عناصر قوّة لبنان (الوحيدة)، أي المقاومة. ويقول إنّ نقابة المحامين ــ بمعرفتها بالقوانين ــ تستطيع أن تردع إسرائيل. إنّ نظرة هؤلاء إلى إسرائيل أسوأ من نظريّة بيار الجميّل (الجدّ) عنها. هؤلاء (مثل مارك ضو) يرون أنّ إسرائيل دولة وديعة ومسالمة وما علينا إلّا التشارك في استخراج النفط معها، لأنّ لها تاريخاً طويلاً في مشاركة خيرات الأرض مع العرب. والشعب الفلسطيني شاهد على سخاء وحسن خلق إسرائيل. وإبراهيم منيمنة رفض فكرة قوّة المقاومة لأنّ الشكوى والتحكيم أقوى بالنسبة إليه.

0 تعليق

التعليقات