على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

وصل كميل دوري شمعون إلى جلسة مجلس النواب الأولى في سيّارة «بنتلي». نخلط بين الـ «بنتلي» والـ«رولز رويس»، وأنا لم أركب في متن الأولى أو الثانية في حياتي. كان شمعون يسجّل رسالة عن الأبّهة والفخامة في عهد والده. وكميل لا تبدر عنه مواهب سياسيّة كما هي لم تبدر عن عمّه وعن أبيه. كان كميل شمعون (الجد) يقول: «أنا رئيس وأنجبت ابنين» (ثم وصفيْن بذيئيْن)، فيما بيار الجميل هو (وصف بذيء) لكن أنجب رئيسيْن. كميل شمعون أكثر رئيس لبناني أثرى من الرئاسة لأنه بعدما ترك سدّتها، عقد صفقات ومثّل شركات كبرى وبسبب ذلك اقتنى هذه السيّارة. جيرالد فورد كان أوّل رئيس يرتكب هذه المعصية السياسيّة: أي أنّه أثرى من كونه رئيساً سابقاً. دخل في صفقات وشركات... تعرّض لانتقادات بسبب ذلك. بعد ذلك، لم يعد الرئيس الأميركي يحتاج إلى صفقات تجاريّة كي يثري. كل ما عليك أن تفعله: أن توقّع مع دار نشر لتأليف مذكّرات مقابل ملايين من الدولارات ثم تُلقي خُطباً مملّة حول العالم مقابل ملايين إضافيّة. باتت ثروة أوباما (وحده) تُقدّر بنحو 70 مليون دولار فيما دخل مجلس الشيوخ بأقلّ من مليون. كميل شمعون سبقهم في الإثراء السياسي. لا تستطيع أن تتخيّل الياس سركيس (على مساوئه الكثيرة، وهي لا تُحصى) يدخل في تمثيل شركات كبرى بعد انتهاء ولايته. كميل دوري شمعون لن يترك أثراً يُذكر في مجلس النواب أو في السياسة. العنوان معروف. لكن طموح الأبناء والأحفاد في لبنان لا حدود له. يكفي أن تتذكّر أنّ تيمور جنبلاط هو رئيس كتلة نيابيّة. لا أبالغ عندما أقول إنه أقل رئيس كتلة نيابيّة كفاءة في تاريخ الجمهوريّة. لا يستطيع تيمور أن يتحدّث لدقائق في أيّ من مواضيع الساعة. والمزعج أنّ والده لا يتوقّف عن دفعه. لا يستطيع أن يتصوّر زعامة العائلة من دون وريث ذكر. كميل دوري شمعون لم يلاحظ المفارقة في قيادة سيّارة فخمة في زمن بات فيه البلد مفلساً والناس يعانون من الإملاق. حتى السعديّات بيعت.

  • اشتغل وما تقبض: هل تطير الامتحانات الرسمية؟

0 تعليق

التعليقات