على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هذه نظريّة مؤامرة مُعلنة وغير خفيّة. كانت الدول العربيّة المحيطة بفلسطين مُضطرّة ــ بحكم الرأي العام الحادّ في ذلك الزمن ــ إلى إعلان مواقف قويّة ضد إسرائيل والتحضير (اللفظي أو الحقيقي) لحرب معها. واختلفت التحضيرات بين نظام وآخر، حتى الأنظمة التي كانت تمرّر الرسائل إلى العدوّ وتطلب ودّه (مثل حسني الزعيم) كانت تعِدُ بالمعركة الكبرى وتُقسم أغلظ الأَيمان أنها جادّة في تحرير فلسطين. وكان لكلّ زعيم مُدة زمنيّة شبه معلنة لإنجاز التحرير. وحده عبد الناصر كان متحفّظاً في هذا المضمار بالرغم من سعير خصومه البعثيّين والرجعيّين على حد سواء. كانت إسرائيل تعلم أنّها في مأمن وأمان، لكنها كانت تشعل الفتن في أي مكان لها قدرة على ذلك. المؤامرة الكبرى ضد العرب تحقّقت بعد وفاة عبد الناصر. لم يكن الهوس الغربي والإسرائيلي بعبد الناصر غبيّاً أبداً. كان في محلّه. تكفي المقارنة بين العالم العربي والرأي العام فيه في زمانه وبعده. يكفي أن تُقارن الإعلام العربي قبله وبعده. حتى «الحوادث» المملوكة من الرجعي سليم اللوزي، كانت ناصريّة متعصّبة (لا بل اللّوزي نفسه دعا لقتل محسن سليم لأنه رافع أمام المجلس العدلي في قضيّة كامل مروّة). رصدت أميركا مبلغاً سنويّاً ودعماً للطاغية في مصر من أجل استبعادها عن الصراع العربي ــ الإسرائيلي. لم يعد هناك صراع عربي ــ إسرائيلي منذ زيارة السادات المشؤومة للقدس المحتلّة. وعندما كان العراق يبرز وينمو في السبعينيّات، ركّزت اللوبيات الصهيونيّة عليه وتمّ تدمير المفاعل النووي فيه عام 1981. وحرص الغرب على تطويل الحرب الإيرانيّة ــ العراقية على امتداد الثمانينيّات ثم بدأ بتدمير العراق (الدولة والمجتمع) مذّاك. طبعاً هناك حكّام مثل صدّام سهّلوا تمرير المؤامرة. لم ينهض العراق بعد، ولم تنهض سوريا ومسؤول أميركي أكّد لـ «الشرق الأوسط» (الحريصة على تشديد الخناق والحصار على الشعب السوري) أنّ أميركا لن تسمح بإعمار سوريا. قالها بصريح العبارة من دون أي اهتمام أو ردّة فعل من أحد. أما لبنان فهو ليس ضحيّة مؤامرة، ودول الغرب لا تريد من وراء دعم الجمعيّات والدكاكين فيه إلا الخير.

0 تعليق

التعليقات