على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

كلّه بالصدفة. السخرية من نظريّة المؤامرة (والسخرية منها هي جزء من المؤامرة) بلغت حداً أنّ هناك فكراً يُعمِّم أنّ كل ما يجري في بلادنا من ناحية محور الخليج-إسرائيل-الغرب هو محض صدفة. لا يوجد تنسيق أو ترابط بينهما أبداً. كنا عندما نقول إنه من الواضح أنّ هناك تعاوناً خليجياً إسرائيلياً سرّياً، كان يُقال لنا: هذا تجنٍّ وافتراء. قد يكون هناك التقاء مصالح بالصدفة. طبعاً، ثبت أنّه بعد 11 أيلول، كانت أنظمة الخليج تتعاون وتنسق سرّاً مع العدوّ ثم أتت اتفاقيات أبراهام كي تثبت اتهامات معارضي طغاة الخليج. وعندما ينتقل ميشال سليمان أو محطة «الجديد» أو شارل رزق أو مخزومي من محور إلى محور مضاد، يقولون لنا: هذه صدفة. هذا يحدث. أو كما شرحت مرة صحافيّة لي انتقلت من محور ممانعة مبتذل (كانت تعيّرني عندما أنتقد النظام السوري) إلى محور الخليج أنّ ذلك طبيعي لأنها سنّة التطور. لكن تساءلت يومها: لماذا دائماً يكون التطوّر نحو أنظمة الخليج؟ وفي هذه الانتخابات، نلاحظ أنّ هناك تلاقياً في الشعارات والمرشحين بين أنظمة الخليج وإعلامها وسفارات الغرب ومنظمات المجتمع المدني و14 آذار واليمين على أنواعه ووسائل الإعلام «الجديد» المستقلّ (الاستقلالية في هذا الإعلام تُعرَّف أنّها مموَّلة من دول الغرب لا من حكومات الخليج وأن تمويل الغرب وجورج سوروس يضمن الاستقلالية الفكرية والسياسيّة)، كلّ هؤلاء يريدون المرشحين أنفسهم. وهذا التوافق الجميل بين كل هذه الأطراف (الكتائب والقوات وأتباع السعودية والإمارات وقوى التغيير) أنّ الأولوية هي نزع سلاح المقاومة هو محض صدفة؟ لم تدخل فيه تدخّلات وتنسيق خارجي؟ الذي يعود إلى بداية الانتفاضة، يجد تصريحات لسامي الجميل وهو يقول إنّ موضوع سلاح «هزبو لاه» ليس أولوية، وإنّ ذلك ليس موضوع النقاش الآن. تغيّر رأي سامي وقوى التغيير (حتى بعضها الذي كان يزهو بسلاح المقاومة) بسبب إلهام ربّاني أم مادي ديالكتيكي فقط؟ حدا يجاوبني. ورُبّ صدفة خير من ألف مؤامرة.

0 تعليق

التعليقات