على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

سأقدِّم لكم نظريّة مؤامرة طازجة. جبران باسيل ثقيل الدم ومُنفِّر، على الصعيد الشخصي والسياسي. صحيح أنّه يمسك بملفّات وزاراته، لكنه استعلائيّ وظنّ أنّ صلة القرابة مع ميشال عون تكفي كي يقفز منها على كل من سبقه ولحقه في التيّار. ارتبط في تفاهم مع حزب الله، فيما ظنّ أن ذلك لا يمنعه من المجاهرة بالحياد نحو الصهيونيّة ـــ يعني التعاطف ــ في إعلان عدم كنّ التيار العداءَ ضدّ إسرائيل. تسلّم وزارات حسّاسة لكنه تنصّل من مسؤوليّتها وحمّل خصومه كل المسؤولية عن الفشل والتقصير. ظنّ أنّ اعتناق الانعزاليّة وإعلان المشرقيّة وحمل لواء حقوق الطائفة ستجعل منه أقوى من منافسيه متناسياً أنّ الرافعة الكبرى له، ولتولّي ميشال عون الرئاسة، كان في تفاهمه مع الحزب الذي يبدو في كل مناسبة أنه يتبرّم منه. مع كل هذا، فإن الحملة ضد جبران باسيل منذ الانهيار كانت جزءاً من مؤامرة خليجيّة-إسرائيليّة-أميركيّة. يستحقّ جبران التقريع والتشنيع، لكن كل هذه الهتافات وشتم أمّه من قبل ليبراليّين وشباب «كول» والتركيز من محطات الأجرة (خصوصاً «الجديد» التي وصلت إلى أدنى درك في الانتهازية والوصوليّة والفساد في تاريخ إعلام فاسد في بلادنا) لا تتناسب مع دوره ومسؤوليّته، من دون نفي دوره ومسؤولياته. لكن هل إنّ الموضوعية حتّمت أنّ باسيل نال من الشتائم والهتافات والتقريع أكثر من جنبلاط والحريري (الأب والابن) وبري والسنيورة وأمين الجميّل؟ حتماً لا. هذا كلّه كان من المؤامرة الخارجيّة التي لم تأبه لسدّ بسري ولا للكهرباء أو المشرقية، بل كل ما ضَارَّها كان تحالف التيار مع الحزب. اقرأوا شهادات جيفري فيلتمان وغيره أمام الكونغرس. الخطة منذ البداية كانت تعتبر أن الأولويّة تقتضي حرمان الحزب من حليفه المسيحي كي يبقى وحيداً في الساحة. والمؤامرة حاولت أيضاً حرمان الحزب من حليفه الشيعي، لكن ذلك فشل فشلاً ذريعاً لأسباب لا داعيَ لذكرها هنا. 10% من الحملة ضد جبران باسيل كانت متناسبة مع دوره والباقي مؤامرة خارجيّة. يكفي أنّ أتباع النظاميْن الخليجيّين كانوا في الصدارة.

0 تعليق

التعليقات