على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

باكستان في أزمة. عمران خان على حقّ. أميركا غير راضية عنه وهي مسؤولة عن إقصائه. رؤساء الوزراء في باكستان يكونون عادة أدوات أميركيّة وسعوديّة. عمران خان مختلف. هو ليس بطلاً وليس ثوريّاً وهو مرتبط بمصالح رأسماليّة. لكنه تمرّد على الراعي الأميركي في أكثر من مكان. أميركا تريد باكستان قاعدة عسكريّة لها ولمؤامراتها فقط. لكن هي احتضنت الهند بعدما تحوّلت على يد «مودي» إلى حليف لإسرائيل وأميركا. هذه ليست هند عدم الانحياز وحزب «المؤتمر» وأنديرا غاندي التي أجهشت بالبكاء مرة عند لقاء عبد الناصر. عمران خان تمرّد على الإجماع الذي تشكّله القيادة العسكريّة-الاستخباراتيّة المرتبطة بواشنطن. عمران خان تمرّد أيضاً على التحالف السعودي-الإماراتي بالنسبة إلى رفض التطبيع مع إسرائيل. صحيح أنه ليس بطلاً لأن الشعب الباكستاني برمّته يرفض التطبيع، لكنّ عمران خان رفض كل الضغوط السعودية والإماراتيّة من أجل أن يطبّع. السعودية تريد تطبيع باكستان وإندونيسيا قبل أن تقدم على التطبيع الرسمي (التطبيع السري بين السعودية وإسرائيل عمره أكثر من عقدين من الزمن). والحكم في باكستان عسكري مع مساحة مدنيّة على ألا تتخطّى ما تسمح به واشنطن. وعمران خان بنى شعبيّة كبيرة في سنواته في الحكم، وهو يحظى بتأييد بين الفقراء وبين المثقّفين. والمثقّفون في باكستان ليسوا كما عندنا جنوداً للأثرياء ودول الخليج. وعمران خان ليس فاسداً يسهل السيطرة عليه من الخارج، كما معظم رؤساء الحكومة في باكستان. قد يكون التمرّد الأخطر لخان هو رفضه القاطع لضربات المسيّرات الأميركيّة في بلاده. كانت أميركا تقتل متى تشاء وأينما تشاء. عمليّة قتل ابن لادن أظهرت أنّ أميركا تتجاهل سيادة باكستان بالكامل، وتستطيع أن تغير على منطقة عسكريّة من دون اعتراض من القيادة العسكريّة الاستخباراتيّة المترتّبة لها. القيادة العسكرية الاستخباراتيّة لم تكن راضية عن استقلالية خان. أميركا عندها مثل أميركا عند جوزف عون: الراعية الأولى والأخيرة. عمران خان استطاع في مهرجانات شعبية أن يُظهر عمق شعبيّته. عمران خان في خطر. أصبح شهيداً قبل أن يُقتل.

  • انتخابات لبنان 2022 | الزعامة الجنبلاطية مهدّدة في هذه الدائرة

0 تعليق

التعليقات