على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

حركة «فتح» فشلت فشلاً ذريعاً في تاريخها. فصّل محمد دلبح ذلك في كتابه «ستون عاماً من الخداع». يهزأ كثيرون اليوم من شخصيّة محمود عباس أو جبريل الرجّوب أو حتى من محمد دحلان. لكنّ عرفات هو الذي صنعَ هؤلاء، وهو الذي رقّى الحاج إسماعيل بعد فراره من الجنوب، حيث كان قائداً لقوّاته عام 1982. ترى في المواقع احتفالات ببطولات وملاحم لحركة «فتح» ومعظمها وهميّة. عرفتُ مناضلين حقيقيّين في «فتح»، وبعضهم كان عزيزاً عليّ (وواحد لم يكن عزيزاً أراد قتلي لأنني انتقدتُ ياسر عرفات في مكان عام قبل 1982). لكن في المقاومة، كان فشل الحركة ذريعاً. معظم عمليّات الحركة كانت فاشلة. حتى تلك العمليات التي يُحتفل بها سنة بعد سنة على المواقع، لم تنجح. فشل أبطالها في الوصول إلى هدفهم، وهذا لا يُقلِّل من تضحياتهم ولا من بطولاتهم. لكنّ التخطيط العسكري من القيادات كان ضعيفاً جداً. أبو جهاد كان نموذجاً نقيّاً في النضال ولم يسمح لنفسه بالتلوّث في أوحال «الثورة» في لبنان وانتقى لنفسه مقرّاً في الجبل كي يكون بعيداً عن بيروت. وكان أبو جهاد يتصادم مع «أبو الزعيم»، واحد من أبشع رموز الفساد في الثورة، كان يتمتّع بحماية عرفات (ويُقال إنّ أبو الزعيم تورّط أو تطوّع في قضية خطف المناضل السعودي ناصر السعيد). لكن ما هي العمليّات العسكريّة الناجحة لأبو جهاد؟ هو قاد انتفاضة الداخل وساعد كثيراً، صحيح. لكن لا يمكن القطع مع مرحلة أوسلو من دون القطع مع هالة «فتح» ومع سرديّة خياليّة عنها. إنّ انهيار المقاومة بالكامل أمام الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 هو الإرث الحقيقي للحركة، وسلطة أوسلو وفسادها هما الإرث الثاني. لا يزال بعضهم في فلسطين (وفي لبنان حيث أغدق عرفات في الإنفاق والإفساد المالي) يتعامل مع عرفات على أنه رمز الثورة. لكنّ عرفات هو الذي قضى على الثورة. وحركة «فتح» هي نتاج الاختراق الخليجي للثورة من أجل إجهاضها. و«فتح» لا تزال تسيطر على مناطق الضفة: احكموا على سلوكها هناك، تعرفوا تاريخها الحقيقي.

0 تعليق

التعليقات