على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

مصباح الأحدب، ماذا يريد؟ كل موسم انتخابات يطلّ (كما يطلّ أحمد الأسعد مرّة كل أربع سنوات) ثم يختفي. لكنّ مصباح الأحدب — خلافاً للأسعد — قابض حاله عن جدّ. هو لا يعرف ماذا يريد لكن يعرف أنّه يريد أن يكون على الساحة. كيف وليش، مش مهم. بده يكون راهن ومحكي عنه. مصباح الأحدب يطلّ مرة بزيّ مدني، ومرّة بزيّ المدافع عن السلفيّة والوهابية والزار. كل سنة بحلّة، وكلّه من أجل أن يجد لنفسه مقعداً أو دوراً. هو مثل فارس سعيد: عبثاً، يبحث عن منصب بعد مغادرة الجيش السوري للبنان. هو طبعاً — مثل فارس سعيد وأحمد فتفت — يزعم اليوم أنه حوربَ من قبل النظام السوري (ما حدا حورب قدّه، يقول لنا). لكن مزاعم هؤلاء الناس لا تستقيم: هم يقولون إن النظام السوري كان مسيطراً على كل مفاصل الحياة السياسيّة، وإنه كان يأتي بالنوّاب والوزراء، لكنّ هؤلاء يتنطّحون ويصرّون على أنّ النظام السوري حاربهم بالرغم من أنهم جلسوا في المجلس النيابي. أليس هذا اعترافاً منهم بأن النظام السوري كان يفرضهم في المجلس النيابي؟ سنذكر دائماً أنّ مصباح الأحدب، مثله مثل فارس سعيد، لم يستطع أن يصل إلى الندوة البرلمانيّة إلا بواسطة النظام السوري. لكن للأمانة، هؤلاء أصبحوا أبطالاً في مقارعة النظام السوري بعد مغادرة النظام السوري للبنان. والأحدب «اشتغل على حاله» وأتى بمعلّم لغة عربيّة، ويستطيع أن يتحدّث بالكليشيهات المعهودة التي نألفها في أحاديث السياسيّين الفاقدين للفرادة التعبيريّة اللغوية. لا تشاهد مقابلة للأحدب إلا وتسمعه يقول: «اللحم الحي»، «معهش»، «لنا حيثيّة»، «مدينتي منسيّة»، «ما بقى فينا نتحمّل» الخ. تملّ من سماع نفس العبارات- الكليشيهات. والأحدب بقدر ما هو توّاق لدخول المجلس، بقدر ما هو لا يطرح مشروعاً أو برنامجاً محدّداً. على الأقل، فارس سعيد يقود حرب عصابات ضد جحافل الاحتلال الإيراني في لبنان، وهو يفعل ذلك عبر دعم مباشر من الاحتلال السعودي-الأميركي للبنان. أين يقف الأحدب من كل ذلك؟ هو ينتظر التحالفات لعلّ وعسى.

  • انقسام في المجتمع المدني والقوات... ماذا يحصل في دائرة بيروت الأولى؟

0 تعليق

التعليقات