على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

ما بعد التطبيع، وما بعده الذي يجري بين أنظمة البحرين والمغرب والإمارات ومصر وإسرائيل هو مرحلة ما بعد التطبيع. هذا بات أبعد من التحالف الوثيق. هؤلاء يستبدلون معاهدة الدفاع العربي المشترك بمعاهدة دفاع مشترك بين العرب وإسرائيل وتشمل كلّ وجوه التعاون، خصوصاً التنسيق ضدّ كل من يُعادي إسرائيل. الذي يُعادي إسرائيل يخون العروبة، عروبة هؤلاء. هؤلاء يُعيدون تعريف الأمن القومي العربي، بحيث يكون فيه أمن إسرائيل في موقع الصدارة. هؤلاء يتعهّدون بما لم يفعله النظامان المصري والأردني من قبل: أي فرض التطبيع على الشعب، مع العلم أنّ الشعب في مصر والأردن رفض التطبيع بصورة قاطعة. محمد بن زايد ومحمد بن سلمان يريدان دمج إسرائيل بالجامعة العربية، وهذا حلم شمعون بيريز القديم. صحيفة «وول ستريت جورنال» تتحدث عن تطبيع متطوّر بين السعوديّة وإسرائيل، لكنّ محمد بن سلمان يفاوض أميركا قبل أن يُعلن التطبيع ويفرضه على شعبه كما فرضه محمد بن زايد. في اجتماع النقب (بدأه وزير الخارجية الإسرائيلي بلقاء عبدالله بن زايد من دون أن ينظر إليه فيما كانت اللهفة على محيّا وزير الخارجية الإماراتي) ألقى عبدالله بن زايد كلمة بالإنكليزية ـــ كان واضحاً أنّه استظهرها ـــ يزهو فيها بالتبادل التجاري والبشري بين الدولتَيْن. وعلى طريقة السادات، يريد وزيرا الخارجية الإماراتي والمغربي أن نقتنع بأنّ لبّ المشكلة بيننا وبين المحتل هو سوء تفاهم: إننا لم نتعرّف على بعضنا البعض من قبل أكثر. لو أتينا بضحايا صبرا وشاتيلا وكفر قاسم وحولا واللدّ جنين وبحر البقر وجعلناهم يتضاحكون مع العدوّ لنسُوا عذاباتهم ومعاناتهم. يريدون لنا أن نقول: إننا معقّدون نفسيّاً لأننا لا نريد أن نتعايش ونتصادق مع العدوّ. المتطوّر نفسياً على شاكلة طغاة الخليج والمغرب ومصر يقفز على جروحات شعبه ويتناسى مجازر إسرائيل ويقع في حب الاحتلال والعدوان الإسرائيلي، ونجيب ميقاتي يكرّر يومياً: أريد عودة لبنان إلى الحضن العربي. الحضن العربي في النّقب المحتل، يا نجيب. عدْ إليه وحدك.

0 تعليق

التعليقات