على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الحزب الذي قاد أكبر عمليّة مقاومة ضد إسرائيل منذ إنشاء الكيان ليس بارعاً في اللعبة السياسية. هذا بات معروفاً. والحزب يعرف وضع الكفاءات في المواقع المناسبة في قطاع المقاومة. لكن في السياسة، له شأن آخر. نعيم قاسم مثلاً، يقود عمليّة الحزب الانتخابية. والرجل محبوب وله سمعة حسنة منذ أن كان معلّماً، لكنّه لا يبدو موفّقاً في إدارة الملف السياسي الانتخابي. أنا لا أنسى كيف أنّه قبيل انتخابات 2009 أطلّ في خطبة وجزم بفوز الحزب وحلفائه، مضيفاً أنّه عندها يقرّر الحزب إذا ما كان يريد مشاركة خصومه في الحكم. بهذه الثقة بالنفس أطلّ. ومن بديهيات العمل الانتخابي أن يتم التعامل معه في السرّ والعلن على أنّك ستخسر من أجل حشد الجمهور وزيادة عدد المقترعين لصالحك، ومن أجل توليد نوع من الثقة عند خصومك. نعيم قاسم فعل العكس: هو أشعر الجمهور بفائض من الثقة وأشعرَ جمهور الخصم بأنّ عليه الحشد والتعبئة لمنع فوز وشيك للحزب. طبعاً، الحزب لم يفز في تلك الانتخابات ويبدو أنّ ثقة قاسم كانت مبنيّة على توقّعات مُستطلِع مُتعمّد من قبل الحزب. لكنّها ليست مسؤولية المُستطلِع. كان يمكن السكوت عن استطلاع غير دقيق، خصوصاً لأنّه كان متفائلاً بحظوظ النجاح. وقاسم يفعلها من جديد: هو يبشِّر مرّة أخرى بفوز الحزب. وكأنّ دور قاسم لا يكفي، فزاد عليه السيّد إبراهيم أمين السيّد الذي قال إنّ «الانتخابات المقبلة هي بمثابة حرب تمّوز سياسيّة». لكن هذا شعار يخوِّن كل الخصوم. طبعاً، هناك أعوان لإسرائيل في صفّ أعداء المقاومة، لكنّ التعميم من هذا النوع يفيد خصوم الحزب ويدفع بالحياديّين للوقوف ضدّه. الحرب ضد العدوّ شيء والحرب ضدّ مخزومي شيء آخر. ومحمد رعد، البارع في صياغة مفردات ومصطلحات فريدة في الحديث السياسي، قال مزهوّاً: «لكن نحن 27 نائباً شيعيّاً سنقول نعم للمقاومة». لماذا حصر دعم المقاومة بالشيعة؟ وهل نوّاب الحزب القومي أقلّ مناصرة للمقاومة مثلاً؟ هذا غير مفهوم.

0 تعليق

التعليقات