على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لبنان هو دولة الطغيان. لبنان أكثر دولة استبداديّة في العالم العربي. هذه سرديّة موجودة في لبنان وتتردّد على ألسنة جماعات الإعلام الغربي والخليجي وشِلل المجتمع المدني. لا، وهم يكتبون بالإنكليزيّة أنّ ميشال عون هو طاغية عصره وأنّهم في لبنان يعيشون في ديكتاتورية لا تسمح بحريّة التعبير. والظريف، أنّ إعلاميّين وإعلاميّات ممن لديهم برامج أسبوعيّة مخصّصة للهجاء والسخرية من عون ونصرالله يشكون همّهم للمراسلين الغربيّين، بأنّه لا يحق لهم في لبنان انتقاد نصرالله وعون. يقولون بالفم الملآن (ملآن بماذا؟ بالماء؟) إنّ هناك كمَّ أفواه من قبل النظام العوني الاستبدادي. وهؤلاء أنفسهم يكنّون كلّ الإعجاب لأنظمة الاستبداد الخليجي، وهم من المُعجبين بالدولة التوتاليتاريّة في الإمارات لأنّ لديها ــــ كما بتنا نعرف ــــ أطول برج. يقولون إنّ نقد حزب الله ممنوع، وكل يوم أرى هاشتاغات شتائم لحسن نصرالله وللحزب. يقولون إنّ ميشال عون يزجّ بهم في السجون لمجرّد إبداء الرأي، والرجل معرِض سخرية وشتائم بأقذع العبارات على مدار الساعة. تبدو هذه السردية مضحكة أكثر عندما ترد من دبيّ، من صفّ أتباع حاشية الأمراء والشيوخ هناك. أي أنّ أتباع طغاة يفرضون عقوبة سجن 15 سنة على التغريدة، ويقولون لشعبهم إنّ أفضل طريقة للوصول إلى الحقيقة هي في فرض رقابة صارمة على الإعلام ــــ كي تصل إلى الحقيقة، يرون أنّ الطغيان والاستبداد هما في لبنان لا في الإمارات. يقولون إنّ نصرالله طاغية ــــ ويقولون ذلك من شاشة تلفزيونيّة. لو كان نصرالله طاغية لما كنتم تجرؤون على وصفه بالطغيان من على شاشة. تخيّل أن تصف حاكم سوريا أو الإمارات أو السعودية بالطاغية من شاشة سوريّة أو إماراتيّة أو سعوديّة. والطريف عندما يُحاول الحكم في لبنان استدعاء ناشط بسبب شتيمة لعون ــــ والشتيمة حق من حقوق التعبير، أو يجب أن تكون ــــ يصبح الذي يقضي في المخفر ساعات بطلاً مثل أبطال السجون في فلسطين المحتلّة أو في سجون الطغاة العرب. منظمات الثورة خلقت سردية لتجعل من الثوّار أبطالاً يواجهون أعتى ديكتاتورية عربية. وهي ثورة.

0 تعليق

التعليقات