على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الرئيس الأوكراني وهذه الهالة التي باتت تُحيط به في الغرب تُزعجني. الرجل سينال جوائز نوبل والأوسكار وتوني وإيمي ولقب شخصيّة العام من مجلة «تايم». وقد ينال جائزة العويس في الإمارات. الرجل ثقيل الدم (وكوميدي أيضاً) وليس من سياساته وفكره (الصهيوني) ما يمكن أن يجعل من العربي (الحرّ) مُتعاطفاً معه. يتعاطف مع الشعب الأوكراني، أفهم. لكن معه؟ لكن زيلينسكي جعلني أفكّر: لماذا لا أحب أي شخص ــــ عربي أو غربي ــــ يجعله الغرب بطلاً؟ كيف يمكن أن تحبّ أمثال السنيورة وأياد علاوي وسلام فيّاض والكاظمي مثلاً؟ كيف يمكن أن تحب كل هؤلاء «المنشقّين» في زمن الاتحاد السوفياتي؟ كل الذين روّج لهم الغرب كنتُ أمقتهم واحداً واحداً. زاخاروف؟ شارنسكي؟ والظريف أنّهم كلّهم كانوا صهاينة. وكان إعلام الغرب باللغة العربيّة (مثل «النهار» أو «الحياة») تروِّج لهؤلاء على أنّهم ذروة في الإنسانية. لا، وكان الغرب الليبرالي يروّج حتى للرجعيّين الفاشيّين إذا كانوا ضدّ الشيوعيّة. أرادونا أن نؤيّد سولجنيتسين. هل تدركون كم أنفقت المخابرات والبروباغندا الأميركيّة أموالاً للترويج لهؤلاء؟ كانت صحف بيروت المأجورة تتحفنا بصورة يوميّة عن حياة هؤلاء. هل تناول زاخاروف الفطور أو لم يفعل؟ هل كان شارنسكي منقبض النفس اليوم؟ هل قرأ واحدنا صفحة من كتابات سولجنيتسين كي يثبتَ إنسانيّته؟ بكلام آخر، عندما أتيت إلى أميركا في عام 1983 لم أجد فارقاً: وجدتُ أنّ الثقافة المهيمنة عبر جريدة «النهار» لم تكن إلا بوقاً لحكومة أميركا وأجندتها. جعلوا من ليش فاليسا وفاتسلاف هافيل رمزَيْن وبطلَيْن. والرجلان صهيونيّان وعنصريّان. هافيل كان المفضّل عند ليبراليّي الغرب وباتت خطبه وكتاباته مترجمة (لم أجد فيها جديداً غير صياغة ما يريد الغرب سماعه مع حشر اسم هيغل هنا وهناك). هافيل أبو الحريّة، وقف حيادياً عندما قام أبناء بلدته ببناء جدار في قرية للحدّ من تلوّث الهواء من شعب الروما (الغجر). أفهم أن يحاولوا فرض أبطالهم علينا لأنّ الميزانية الأميركيّة العملاقة تسمح، لكن يفرضون من ينتقون من بيننا ــــ الأسوأ فينا ــــ أبطالاً علينا؟

0 تعليق

التعليقات