عندما انطلق في عام 2013، كان «بيروت آند بيوند» مهرجاناً إقليمياً صغيراً يُعنى بموسيقى الـ «أندرغراوند»، ليستحيل اليوم ركناً أساسياً في المشهد الفنّي ومنصّة متخصّصة في الإنتاج والدعم. إلا أنّه بطبيعة الحال لم يسلم من شبح الأزمات المتلاحقة التي يشهدها لبنان، ما دفع بالقائمين عليه إلى تكريس دورته الثامنة للمواهب المحلية. وهذا ما حدث في النسخة الماضية (شباط 2020) التي رفعت صوت الموسيقى في كلّ أنحاء المدينة، ملتزمةً بالمشهد المحلّي المستقلّ انطلاقاً من أهمية «دعمه وإعطائه كلّ الطاقات والاهتمام».وخلال السنتين الماضيتين، حرص المهرجان على تنظيم ورش عمل وإقامات فنية لدعم المواهب اللبنانية في ظلّ ما كان يجري.
بدءاً من اليوم الخميس، سيكون الجمهور، على مدى ثلاث ليالٍ، أمام برنامج منوّع يحتضنه KED (الكرنتينا)، في إطار «تركيز الجهود وتوفير مناخ أكثر احترافية، يمدّ الفنانين بقدرات تقنية أفضل...». أما ضيوف الحدث، فهم فنانون استقرّوا في لبنان أو غادروه أخيراً، ويعودون اليوم ليطلّوا على محبّيهم.
يُختتم الحدث مع Bedouin Burger (لين أديب وزيد حمدان)

في اتصال معنا، تؤكّد مديرة Beirut & Beyond، أماني سمعان، أنّ قرار تنظيم الحدث (بدعم من السفارة النرويجية في بيروت) اتُّخذ لأسباب عدّة: «شعرنا بأنّ الوضع الراهن يشجّع على ذلك، وأنّ الناس جاهزون للاستمتاع بالموسيقى، كما أنّه مرّ وقت طويل على مشاركة الموسيقيين في أنشطة بهذا الحجم ومن هذا النوع، فضلاً عن أنّنا لمسنا اهتماماً متزايداً من قبل المحترفين في الخارج». وتتابع: «رغبنا في نسخة 2022 بالتذكير بالفورما الأساسية لـ «بيروت آند بيوند». كما أنّ البطاقات هذه السنة ليست مجانية، لكنّ أسعارها مدروسة جداً».
وفي هذا السياق، تشدّد سمعان على أنّ إقامة الدورة الثامنة لا تعني «تأقلماً أو تقبّلاً للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتردية التي ترزح تحتها البلاد، بل هي تحدٍّ للواقع في محاولة لإحداث تغيير، خصوصاً على الساحة الفنية».
برنامج السهرات المتواصلة لغاية 12 آذار (مارس) الحالي، يضم باقة من الأسماء (غالبيتها لبنانية) الآتية من خلفيات موسيقية مختلفة. بعضها شارك في البرامج التي نظّمها «بيروت آند بيوند» خلال فترة توقّفه.
برفقة خالد ياسين وإيلي عفيف، يُحيي طارق يمني الليلة الأولى، مقدّماً جديده. وهو امتداد لأعماله السابقة التي يمزج فيها المقام العربي الشرقي مع الجاز. يليه ثنائي Rust (بترا حاوي وهاني مانجا) الذي يحيي التراث العربي الكلاسيكي عبر مراجعته لجعله في متناول الجيل الجديد. ثمّ يحين موعد NP (جاد عطوي وأنطوني صهيون) المعنية بالموسيقى الإلكترونية والتجريبية، وتعكس أعمالها التحوّلات السياسية الحالية، وتتخذ من الشكّ وسيلة لاستكشاف المستقبل الموسيقي. غداً الجمعة، تنطلق العروض مع المؤلّف الموسيقي وعازف الغيتار النرويجي، كنوت رايرسرود، الشهير في عالم البلوز، ليحين لاحقاً موعد فرقة «بوستكاردز» التي تقدّم ألبومها After the fire before the end مسترجعةَ المعاناة التي يشهدها لبنان.
في الليلة نفسها، هناك حصة للملحن والموسيقي والمخرج السوري وائل القاق الذي يقدّم ألبومه الأوّل «نشاما»، ويصف موسيقاه بأنّها «تجربة إلكترونية لموسيقى شعبية من الشرق». أما السهرة الختامية، فمع المغنية والكاتبة ميساء جلاد. تتناول أغنيات ألبومها الفردي الأوّل قضايا شخصية وسياسية، عن المعارك التي تدور في المدن. وبعد الموسيقية وصانعة الدمى يارا أسمر، يُسدل الستار على الحدث مع ثنائي Bedouin Burger (برغر بدوي) المؤلَّف من السورية لين أديب واللبناني زيد حمدان. يمدّ الفنانان الحاضرين بجرعة من إنتاجاتهما التي تستوحي فيها لين من الموسيقى البدوية وتسعى لإيصالها عن طريق الجاز العربي، بينما يواصل زيد بحثه في موسيقى البوب العربية.

الدورة الثامنة من «بيروت آند بيوند»: من اليوم الخميس ولغاية بعد غدٍ السبت ــ الساعة الثامنة مساءً ــ KED (الكرنتينا ــ بيروت).

للاستعلام: www.beirutandbeyond.com