على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أبراج الإمارات أصبحت عذراً لانبطاح العديد من فنّاني وإعلاميّي لبنان بين دبي وبيروت. تتحدّث معهم عن الاستبداد والقمع وعن عقوبة 15 سنة سجن على التغريدة ــــ أو على إعادة التغريدة ــــ فيقولون لكَ: لكن هناك أطول برج في الإمارات. وهناك أكبر دولاب ترفيه. وهناك أكبر وكالة تجسّس على الناس في كلّ العالم العربي. هناك أثقل دم حاكم عربي في شخص محمد بن راشد. إنّه نظام الأرقام القياسيّة. هو نظام أوثق تحالف مع إسرائيل قطُّ. لكن حجّة الأبراج تُرمى في وجهك عندما تتحدّث عن النظام التوتاليتاري الشرس. لا شكّ في أنّ النظام بات أقسى دولة بوليسيّة توتاليتاريّة في التاريخ العربي المعاصر. مخابرات صدّام لم تكن على شموليّة وتقنيّة سطوة الدولة السلاليّة. تقول إنّ الحاكم في دبي تجسّس على بناته وزوجته (بتقنيّة إسرائيليّة) وخطف ابنته وحاول خطف إحدى زوجاته، فيقول لك بعض اللبنانيّين: لكن هناك أطول برج هناك، لا تنسى! أو أنّ الشوارع نظيفة. أو أنّ السير مُنظّم. أو أنّ الحصول على رخصة قيادة سيّارة سهل وسلس. تتحدّث عن تحالف وقح مع عدوّ العرب التاريخي وعن حرب مدمّرة من قبل النظام في ليبيا واليمن والصومال، فيقولون لكَ: أطول برج. لكن طبيب عظامي الأميركي قالَ لي اليوم: لماذا لا يكون لنا مدن جميلة ونظيفة بأبراج مثل المدن الصينيّة؟ كيف يمكن أنّ ليس لدينا في أميركا قطار سريع بين المدن أو طبابة مجانيّة؟ مدن الصين أجمل من مدننا، قال لي. كدتُ أن أقول له: «ارجعْ على لبنان وحاج تنظّر على ربنا من أميركا»، قبل أن أتذكّر أنّ الرجل أميركي (أميركي عن جد) وأنّ لا صلة له بلبنان. إذا كانت الأبراج تستهويكم وليس أي شيء آخر، فلماذا لا تذكرون أبراج مدن الصين وجمالها؟ والصين أقلّ قمعيّة من الإمارات. تقرأ في الصحف مقابلات مع معارض صيني أو روسي، لكن ليس من وجود لمعارض إماراتي في الإمارات. آه، صحيح. أطول برج موجود في الإمارات. كيف أنسى؟!

0 تعليق

التعليقات